*بنك السودان وقحت…. عجبني للمرقود…*
*د. عاصم محمود… المحامي*
في ارياف كسلا وبين جنبات ارض القاش العتيقة في شمال كسلا كان ميلاد المثل السوداني العميق *عجبني للمرقود* وهو يقابل المثل العربي كما تدين تدان حيث يحكي في اساطير وتراث أهل القاش أن امرأة احترق بيتها المسلح بالبرش واعواد من القصب والقش ، فلما تلقت النبأ انتصرت لذاتها وكالت لحشرة المرقود أو المرقوت وهي حشرة البق والتي تمتص الدم بلسعات مؤلمة خلسة وتختبىء بين لفات حباب السعف التي ينسج منها العنقريب ، لم تكترث المرأة إلى حجم الخسارة بقدر ما ثأرت استراحت من أضرار المرقود.
ولعل ما حمل خبر حظر حسابات قيادات قحت البائدة بقرار من بنك السودان يأتي في سياق هذا المثل ومن قبيل عشنا وشفنا ، وافعل ما شئت والديان لا يموت كما تدين تدان ، لم تترك قحت البائدة مساحة للتعاطف معها لا تاريخ يذكر ولا مواقف تحمد ولا إنجاز يحسب سوى امنيات فرتكة السودان طوبة طوبة ولكن هيهات!!! لتدور عجلات الزمن والذي دفع بقحت إلى مواجهة ميزان الزمن والى مقصلة التاريخ والى جرد الحساب مع الشعب السوداني الكريم.
ومن ذاكرة الثورة كان نائب رئيس لجنة التمكين محمد الفكي يملأ اوداجه وعيدا وتهديدا وفي لحظة تسلط وفرعونية صرح بأنهم هم فقط من يحق لهم بالتظاهر وهم من يستحقون الحرية ودونهم لا يستحق شي ، وكان الاستاذ الزميل وجدي صالح يقدم دور الكومبارس في مسرح العرايس في برنامج اراضي وأراضي تشهيرا واتهامات باطلة وتشريدا لموظفين لا حوله لهم ولا قوة الا سلاح الدعاء فاستجاب لهم ربهم وأصبحت قحت تهيم على وجهها في أصقاع الدنيا وتروي ظمأها من سراب الامنيات وتجتجر ذكريات مسرحيات الثورة المصنوعة..
خطوة بنك السودان كان احرى أن تقوم بها النيابة العامة منذ فترة الحرب ، النيابة التي ظلت تقبع في مكانك سر حتى فقدت الميزة والمسوغات التي من اجلها تم فصلها عن وزارة العدل!!! ، هذا فيض من غيض تجاه قحت البائدة فقد حاكمهم الضمير السوداني وستظل قحت عبارة عن *تندل كبير* تتجمع فيه نواقل الأذى وكلاب الصيد التي تنهش أكتاف الوطن العظيم ، *وعجبني للمرقود*











