مفاجأة صاعقة.. طلب إماراتي رسمي لعبور المجال الجوي السوداني لهذه الدولة
النورس نيوز – بورتسودان
غير قابل للنفي .. عبدالماجد عبدالحميد
في تطور غير متوقع، كشفت مصادر موثوقة لـ”النورس نيوز” عن تقديم شركة طيران الإمارات طلبًا رسميًا إلى سلطة الطيران المدني السوداني للحصول على إذن عبور أجواء جنوب السودان عبر المجال الجوي السوداني المعروف بالرمز (HSSSFIR)، باستخدام خطة الطوارئ الجوية (KFOSs).
وبحسب الوثائق التي حصلت عليها المصادر، فإن الطلب الإماراتي تم تقديمه في الرابع عشر من أكتوبر الجاري، ويُعد الأول من نوعه منذ اندلاع الحرب في السودان، والتي وُجهت فيها اتهامات مباشرة للإمارات بلعب دور في تأجيج النزاع القائم.
وأوضحت المصادر أن الإمارات كانت في السنوات الماضية تعبر المجال الجوي لجنوب السودان دون إخطار أو تنسيق مسبق مع سلطة الطيران المدني السوداني، رغم أن السودان يمتلك الحق السيادي في منح أو حجب تصاريح العبور عبر مجاله الجوي وفق القوانين الدولية للطيران المدني.
ووفقاً للمعلومات، فإن سلطة الطيران المدني السوداني ترفض الاعتراف باتفاق غير رسمي تم في وقت سابق بين المدير العام الأسبق للهيئة وسلطة الطيران بجنوب السودان، معتبرةً أنه تفاهم شخصي لا يلزم الدولة السودانية.
وتشير التقارير إلى أن المدير الأسبق يخضع حالياً لإجراءات حظر سفر مشددة ويتواجد بمدينة بورتسودان منذ إقالته قبل عدة أشهر على خلفية هذا الملف الحساس.
وفي خطوة تؤكد جدية الحكومة السودانية في التعامل مع القضية، خاطب المدير العام الحالي لسلطة الطيران المدني الجهات العليا في الدولة مرفقًا الطلب الرسمي المقدم من طيران الإمارات، إلى جانب تقرير فني مفصل يوضح حيثيات الموقف القانوني والفني المتعلق بحق السودان في الأذونات الجوية.
وأكد الخطاب أن سلطة الطيران المدني عقدت اجتماعات ثنائية مع نظيرتها في جنوب السودان لاسترداد الحق السوداني في الإشراف الكامل على المجال الجوي المشترك، والعمل على تعديل أو إلغاء الاتفاق السابق بما يحفظ السيادة الوطنية ويعزز العائدات الفنية والمالية للدولة.
كما شددت سلطة الطيران المدني على أنها لم تصدر أي موافقة رسمية حتى الآن لعبور طيران الإمارات الأجواء السودانية، في انتظار توجيهات الجهات السيادية المختصة.
وتصف مصادر داخل الهيئة هذه الخطوة بأنها “غير قابلة للنفي” وتشكل تحولاً لافتًا في الموقف الإماراتي، إذ تُعد المرة الأولى التي تتقدم فيها أبوظبي بطلب رسمي منذ بدء النزاع، ما أثار تساؤلات واسعة حول ما إذا كانت الخطوة تعكس مراجعة في سياسات الإمارات تجاه السودان، أم أنها مجرد إجراء تقني فرضته الظروف الجوية الإقليمية وخطط الطوارئ للطيران المدني الدولي.
