أخبار

مني أركو مناوي في حوار مع BBC: الإمارات و مسؤولية ما يجري

النورس نيوز

مني أركو مناوي في حوار مع BBC: الإمارات و مسؤولية ما يجري

النورس نيوز – متابعات
وصف حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، الأوضاع الإنسانية والعسكرية في مدينة الفاشر بأنها “كارثية بكل المقاييس”، متهمًا قوات الدعم السريع بتنفيذ عمليات استهداف متعمّد ضد المدنيين والبنية التحتية في المدينة، وسط ما قال إنه “صمت دولي غير مبرر” تجاه ما يحدث في الإقليم الغربي من السودان.

وفي مقابلة بثتها هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، قال مناوي إن المعركة الدائرة في الفاشر “غير متكافئة على الإطلاق”، موضحًا أن الجيش السوداني يقاتل بإمكانات محدودة مقابل قوات الدعم السريع التي “تحظى بدعم مباشر وسخي من دولة الإمارات العربية المتحدة”، على حد تعبيره. وأضاف أن هذا الدعم هو ما جعل المعركة “تميل بشدة لصالح قوات الدعم السريع التي تستخدم الطائرات المسيّرة والأسلحة المتطورة لقصف المدنيين”.

 

 

 

 

وأكد مناوي أن المجتمع الدولي إذا كان جادًا في وقف الحرب وتحسين الأوضاع الإنسانية في السودان، فعليه أن يوجّه ضغوطه نحو الإمارات، لأنها – بحسب قوله – “تتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية عما يجري في دارفور، وخاصة في مدينة الفاشر”.
وقال: “الإمارات ترفض وقف الحرب في السودان، وتسعى إلى فرض سلام وفق شروط استعمارية، ونحن نرفض هذا النوع من التسويات التي تنتقص من سيادة البلاد.”

 

 

مناوي: تواصلت مع حميدتي بعد اندلاع الحرب

وكشف مناوي في المقابلة أنه تواصل مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بعد اندلاع الحرب في أبريل 2023، لكنه أوضح أن ذلك الاتصال كان في سياق “محاولة احتواء الأزمة”، دون أن يسفر عن نتائج ملموسة. وأكد أنه منذ ذلك الحين “لم يحدث أي تواصل رسمي جديد”، وأن العلاقة بين الجانبين “معدومة على الصعيدين السياسي والعسكري”.

وأشار حاكم دارفور إلى أن الحكومة السودانية “تفتقر حتى الآن إلى فريق عمل حقيقي يتولى قضية وقف الحرب أو يضع رؤية موحدة للتفاوض”، مضيفًا أنه لم يكن طرفًا في إعداد خارطة الطريق التي قدمتها الحكومة إلى الأمم المتحدة، وأن لديه “اعتراضات واضحة على بعض بنودها التي قد تمهّد لتقسيم السودان”، على حد قوله.

 

 

 

 

مناوي يهاجم دور الإمارات في الوساطة

تساءل مناوي في حديثه: “كيف يمكن للإمارات أن تكون جزءًا من وساطة لإنهاء الحرب وهي نفسها من أشعلها؟”، داعيًا الحكومة السودانية إلى “إعادة ترتيب علاقاتها الخارجية، خصوصًا مع الإمارات، قبل الدخول في أي مسار سياسي أو تفاوضي جديد”.
وأضاف أن ما يحدث في الإقليم “ليس صراعًا داخليًا فقط، بل حرب إقليمية بالوكالة”، مشددًا على أن السودان “يحتاج إلى سلام نابع من الداخل وليس مفروضًا من الخارج”.

مواقفه من الحوار السوداني ومشاركة القوى السياسية

وفي رده على سؤال حول موقفه من الحوار السوداني – السوداني، قال مناوي إنه يؤيد مشاركة حزب المؤتمر الوطني، الذي كان يتزعمه الرئيس المعزول عمر البشير، في أي حوار وطني، باعتبارهم “جزءًا من المشهد السياسي ولا يمكن إقصاؤهم”.
لكنه شدد في المقابل على رفضه التام لمشاركة قوات الدعم السريع في أي مفاوضات سياسية أو مبادرات للحوار، قائلًا: “لا يمكن أن نجلس مع من يقاتلنا الآن ويرتكب جرائم حرب بحق شعبنا.”

 

 

 

 

اتهامات لقوات الدعم السريع بضم فصائل لتلميع صورتها

وأوضح مناوي أن قوات الدعم السريع تحاول في الفترة الأخيرة “تحسين صورتها أمام المجتمع الدولي” عبر استقطاب فصائل جديدة مثل فصيل “أحمر الشفاه”، لكن ذلك – حسب قوله – “لن يبرئها من الجرائم التي ارتكبتها بحق المدنيين في الجنينة والفاشر وبقية مناطق السودان”.
وأضاف أن المجتمع الدولي “يجب أن يتعامل مع الحقائق كما هي، لا كما تحاول بعض الجهات الترويج لها عبر المال والإعلام”.

دعوة لتسليم البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية

وفي ختام حديثه، دعا حاكم إقليم دارفور الحكومة السودانية إلى تسليم الرئيس المعزول عمر البشير ومعاونيه إلى المحكمة الجنائية الدولية، والتوقيع على ميثاق روما دون تأخير، معتبرًا أن ذلك “سيعيد الثقة بين السودان والمجتمع الدولي، ويغلق صفحة الإفلات من العقاب التي تسببت في مآسي لا تنتهي”.

 

 

 

وختم مناوي تصريحاته بتأكيد أن “دارفور لن تنكسر رغم كل المآسي”، مشددًا على أن المرحلة القادمة “تحتاج إلى شجاعة سياسية وإرادة وطنية حقيقية لوقف الحرب وتوحيد البلاد”.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى