مقالات

أسامه عبد الماجد… يكتب … مع “المجانين”

أسامه عبد الماجد

مع “المجانين”

 

0 فجع السودان، وكردفان على وجه الخصوص، بفقد جلل ومصاب عظيم.. باستشهاد أمير قبيلة المجانين سليمان جابر جمعة سهل وعدد من قيادات الإدارة الأهلية من عشيرته.. الذين ارتقوا إلى بارئهم مغدورين مظلومين.. بعد أن طالتهم يد الخسة والخيانة من مليشيا الجنجويد الإرهابية.. رحيلهم ليس حدثاً عابراً، بل هو جريمة مكتملة الأركان.. واستهداف مباشر للرموز الوطنية التي ظلت صامدة في وجه مشروع الخراب والدمار.

0 سعت مليشيا أولاد دقلو واذنابهم في قحت بكافة اشكالها من صمود وتأسيس.. عقب وقوع المجزرة بواسطة مُسيرة إلى تضليل الرأي العام.. مروجة لأكاذيب بأن القصف جاء من القوات المسلحة.. غير أن صوت الحقيقة كان أقوى من افتراءاتهم.. إذ أكدت القبيلة بما لا يدع مجالاً للشك أن المليشيا هي من اغتالت القيادات.. في محاولة يائسة لتركيع رموز كردفان وإفراغ البلاد من شخصياتها المؤثرة.

0 أن هذه المحاولة الغادرة لن تثني أهل كردفان عن موقفهم الثابت.. فالأرض التي أنجبت الأمير لا تنكسر، وفيها ألف سليمان وألف سهل.. ولذلك جاء الموقف الرسمي مشرفاً، حيث شارك وزير العدل د. عبد الله درف ووالي الخرطوم أحمد عثمان حمزة في تقديم واجب العزاء.. ناقلين تعازي رئيس مجلس الوزراء د. كامل إدريس.. واكبرت حديث درف حينما اكد أن مسيرة النصر ماضية لهزيمة المليشيا في كل بقعة من السودان كما هُزمت في الخرطوم والجزيرة وسنار.

0 ان الأمير سليمان ليس شخصية عابرة في دفتر القبيلة أو الوطن.. فهو سليل بيت سهل، ذلك البيت الكريم الذي وقف شامخاً في لحظات تاريخية حاسمة.. ففي جلسة البرلمان التاريخية في 19 ديسمبر 1955م، عندما تقدم النائب عبد الرحمن دبكة باقتراح إعلان استقلال السودان، كان أول من ثنى هذا الاقتراح مشاور جمعة سهل، نائب دائرة دار حامد غرب.. سليل ذات البيت الذي أنجب الأمير سليمان.. ذلك الموقف كان إيذاناً بميلاد فجر جديد للسودان.. ولذلك ظل اسم سهل محفوراً في ذاكرة السودانيين.

0 كان الأمير سليمان نسيجاً وحده..

وكانت نهايته هي الخاتمة التي تُليق به دفاعا عن الأرض والعرض.. رجل من طراز نادر جمع بين المروءة والنجدة، الكرم والشجاعة.. هو الصادق كالوعد كان بحرا من الحكمة والدهاء السياسي.. ويأتي ” شرذمة قحت” بعد 2019 ويعلنوا حرباً على الادارة الأهلية يا لهم من اوغاد.. كانت الحكومة تلجأ للأمير حين تتعقد الأمور.. واسألوا مولانا أحمد هاورن.. حيث كان سليمان أهل الحل والعقد يثقون في بصيرته لحل النزاعات.. لم يدخل وسيطاً في قضية إلا وأطفأ نار الفتنة فيها.. كان نجماً بين النظار والعمد والسلاطين ومدرسة في الوطنية لا تنسى.. ولذلك نعاه الرئيس البرهان ومجلس السيادة.

0 لم يمت سليمان هارباً ولا خائفاً.. بل واجه الغدر مرفوع الرأس كما عاش، اختار أن تروي دماؤه الطاهرة رمال كردفان.. مؤمناً أن الأرض التي يحرسها اهل القرآن الشرفاء بالمزروب لا تسقط.. قاتل بالحجة والمنطق ، ووقف كالجبال الشاهقة في وجه الرمم.. كان مقاتلاً في الحق وثائراً، من اجل عزة قبيلته والوطن.. كان كالفاروق عمر في صلابته، وكخالد بن الوليد في إقدامه، لا يساوم في الأرض ولا في العرض.

0 مهما امتدت أيادي المليشيا الآثمة، فإنها لن تستطيع أن تقتلع المجانين من أرضهم، ولن تكسر شوكة دار حامد ،الجوامعة، الحمر والكبابيش.. لقد عجزوا عن مواجهته في الميدان، فغدروا به في الخفاء. ولكنهم أخطأوا التقدير.. سيبقى الأمير زاداً للاجيال عزة وكرامة ونبراسا لهم في رحلة الحياة المتقلبة في وحل الدم والدموع هذا الجبل الضخم من الفراسة.

0 كان موقف الأمير سليمان ناصعاً ساطعاً لم تنكسر له عزيمة، و لم تضعف له شكيمة.. وسيظل اسمه شعلة تضيء درب الحرية والكرامة.. فالشهداء لا يغيبون، بل يتحولون إلى رموز تلهم الأجيال.. ولذلك ستبقى سيرته الطاهرة زاداً ، ونبراساً في مواجهة الغدر والخيانة.. اشتهر المناضل الليبي عمر المختار، بـ”أسد الصحراء” وقاوم الاحتلال الإيطالي بشجاعة.. وقال مقولته ذائعة الصيت قبل إعدامه، “نحن لا نستسلم، ننتصر أو نموت”.

0 ومهما يكن من امر.. وكذلك الأمير سليمان، أسد كردفان لم يستسلم.. وحتما لن تنحني كردفان أو دارفور وسينتصر السودان علي الجنجويد.

 

الأحد 19 اكتوبر 2025

osaamaaa440@gmail.com

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى