مقالات

زيارة كامل إدريس.. فشل بروتوكولي ودبلوماسي يستحق التوثيق

النورس نيوز

فشل بروتوكولي ودبلوماسي يستحق التوثيق

✍️ عبدالماجد عبدالحميد

النورس نيوز

يتطلب فشل زيارة الدكتور كامل إدريس إلى المملكة العربية السعودية تحقيقًا عاجلًا، فالفشل لم يكن عاديًا، بل يمكن أن يسجل كأحد الأرقام القياسية في موسوعة غينيس الخاصة بـ”الفشل البروتوكولي والدبلوماسي” في تاريخ السودان الحديث.

 

 

السؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل كان لقنصل السودان في جدة، السفير كمال عثمان، دور في فشل هذه الزيارة؟ الإجابة بنعم أو لا ستظل بيد الجهات المختصة بين مجلس الوزراء ووزارة الخارجية. لكن ما لا يمكن تجاوزه هو الأحاديث المتزايدة – سرًا وعلنًا – عن تدخل القنصل في ملفات لا علاقة له بها، أبرزها ملف الحج والعمرة.

 

 

الاتهامات المتداولة تشير إلى دور مباشر للسفير كمال في إقالة الأمين العام سامي الرشيد، مع الإبقاء على مخالفيه، بل وحمايتهم، بدعم مباشر منه، مستفيدًا من علاقاته برئيس الوزراء. وبهذا أصبح القنصل صاحب اليد العليا في ترتيبات حج السودانيين، بعد أن حصل على تفويض من مجلس الوزراء لإدارة الملف بشكل كامل.

 

 

ليس سرًا أن القنصل دخل بالفعل في جلسات تفاوض مع أطراف معنية بخدمات الحج، في وقت تم فيه تهميش الأمين العام للحج والعمرة، بل وحتى وزير الأوقاف الذي اكتفى بدور محدود عبر مندوب عنه.

 

 

شخصيًا، تلقيت قبل أيام رسالة واتساب من السفير كمال عثمان يتهم فيها بعض الصحفيين بلعب دور “المرتزقة” في قضية إقالة الأمين العام. وقد كان ردي واضحًا: القنصل نفسه ضلع أساسي في خطة الإطاحة بسامي الرشيد، وهو ما أقوله هنا مجددًا وبصوت عالٍ.

 

 

إن استمرار تدخل القنصل في صراعات الحج والعمرة يمثل تجاوزًا خطيرًا للمهام الدبلوماسية، ويفتح الباب واسعًا للحديث عن شبهات فساد إداري ومالي. خصوصًا وأن القنصل نفسه أقرّ بامتلاكه وثائق قال إنها تخص “سيادة البلاد العليا”، لكنه استغلها بمهارة ضد موظف عام في حكومة السودان، وبالتواطؤ – كما ذكر – مع مكتب رئيس الوزراء.

 

إن ما يجري يستوجب وقفة جادة من وزارة الخارجية ومجلس الوزراء والمجلس السيادي، لمنع هذا التداخل السافر بين العمل الدبلوماسي والملفات التنفيذية، حفاظًا على ما تبقى من هيبة مؤسسات الدولة.

الحديث لن يتوقف هنا.. وما لا نقوله اليوم، سنقوله غدًا. فلا خير فينا إن سكتنا عن الحق.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى