
إضراب يشل الشريان التجاري بين السودان ومصر ويهدد أرزاق المئات
وادي حلفا – النورس نيوز – شهد معبر أرقين الحدودي بين السودان ومصر إضراباً شاملاً من قبل المخلصين وعمال الشحن وأصحاب المحلات التجارية، احتجاجاً على قرار حكومي يقضي بإزالة مساكنهم ومراكز خدماتهم ونقلها إلى منطقة صحراوية تبعد أكثر من كيلومترين وتفتقر للخدمات الأساسية.
وأفادت مصادر محلية أن اللجنة المكلفة بالإزالة منحت المتضررين مهلة 48 ساعة فقط لإخلاء أكثر من 500 محل تجاري، ما يهدد نحو 600 عامل بفقدان مصدر رزقهم. واعتبر محمد الفاتح بشنق، أحد قيادات المجتمع المحلي، أن القرار غير قابل للتنفيذ في ظل غياب الخدمات الأساسية بالموقع البديل.
ويؤثر الإضراب مباشرة على حركة التجارة بين السودان ومصر، حيث يعبر المعبر يومياً ما بين 80 إلى 100 شاحنة، وأجبرت السلطات على تحويل حركة النقل إلى معبر أشكيت، مع توقع خسائر يومية تصل إلى 3 تريليونات جنيه سوداني.
ويأتي تنفيذ القرار وسط رفض جماعي وضغوط أمنية على العمال لفك الإضراب، رغم إنذارات سابقة. وأشار المتضررون إلى أن القرار يهدف لإعادة تخطيط المعبر لخدمة مستثمرين جدد على حساب أرزاقهم، في حين تعاني المنطقة من ضعف البنية التحتية بما في ذلك انقطاع الكهرباء، نقص مياه الشرب، طفح مياه الصرف الصحي وحوادث حرائق متكررة بسبب تكدس المحلات.
ويحذر المراقبون من أن الأزمة ليست مجرد خلاف إداري، بل تمثل تهديداً مباشراً للشريان التجاري بين السودان ومصر، مع مطالبات متزايدة لإيجاد حلول عادلة تحفظ حقوق العاملين وتضمن استمرار النشاط الاقتصادي.











