
رباح الصادق المهدي نصيحة لحمدوك
النورس نيوز _ كتبت الكاتبة والسياسية السودانية رباح الصادق المهدي مقالاً حمل نبرة صريحة ونصيحة مباشرة لرئيس الوزراء السابق الدكتور عبد الله حمدوك، حيث دافعت في بدايته عن موقفها منه، مؤكدة أنها لا تنتمي إلى من يسيئون إليه أو يحمّلونه أوزار الحرب والانتهاكات التي ارتكبها آخرون، لكنها في الوقت ذاته وجّهت انتقادات واضحة لبعض تصريحاته الأخيرة، خاصة ما يتعلق بموقفه من الدور الإماراتي في السودان ورؤيته حول حكومة نيالا الموازية.
رباح شددت على أن حمدوك، بصفته شخصية مدنية تولت منصب رئيس الوزراء عقب ثورة ديسمبر المجيدة وبإجماع واسع من القوى السياسية، أصبح رمزاً ارتبط في وجدان الشعب السوداني بتلك اللحظة التاريخية التي حفرت بذاكرة الجماهير بأحرف من نور، حتى وإن لم تكتمل اللوحة كما كان مأمولاً. ومن هذا المنطلق رأت أن تصريحاته الأخيرة بشأن إشادة بدور الإمارات الإنساني لم تكن موفقة، خاصة أن تقارير دولية في مجلس الأمن وخارجه منذ يناير 2024، كشفت تورط أبوظبي في دعم وتمويل الحرب، ما جعل كثيرين يصفونها بـ”حرب الإمارات” التي جلبت الدمار وأفقدت البلاد كرامتها ومسارها الديمقراطي.
ولم يقف نقد رباح عند هذا الحد، بل امتد إلى تصريحات حمدوك حول حكومة نيالا، حيث أشار إلى أنها لا تشكل خطراً على وحدة السودان لأنها تتسمى باسم “السلام والوحدة”. هنا أوضحت المهدي أن هذه القراءة مجانبة للصواب، معتبرة أن الواقع على الأرض يكشف العكس، فالحكومة الموازية بدأت أولى خطواتها بمهاجمة جارتها، مما يعني عملياً تقسيم السودان إلى دويلتين متحاربتين، بعيداً عن أي حديث عن وحدة أو سلام.
واستعادت رباح بعض الأمثلة التاريخية التي جسدت هذه المفارقة بين الأسماء البراقة والواقع المرير، حيث ذكرت أن حزباً تأسس في خمسينيات القرن الماضي باسم “الجمهوري الاشتراكي” لم يكن جمهورياً ولا اشتراكياً، وأن نظام النميري أطلق على السودان اسم “جمهورية السودان الديمقراطية” بينما كان يفرض شمولية صارمة. وفي السياق ذاته، ترى أن إطلاق اسم “السلام والوحدة” على حكومة نيالا ما هو إلا استمرار لهذا النهج من التضليل بالأسماء.
المهدي ختمت نصيحتها بالتأكيد على أن الخطر لن يزول بمجرد الاكتفاء بالمسميات أو دفن الرؤوس في الرمال، بل سيبقى ماثلاً ما لم يتحلَّ القادة بالشجاعة لمواجهته بوضوح، مشددة على أن واجب حمدوك، بصفته رمزاً مدنياً بارزاً، أن يتخذ مواقف حاسمة تضع مصلحة السودان فوق أي اعتبارات أخرى، بعيداً عن المجاملات أو السعي وراء طمأنة زائفة.











