سيول مدمرة تجتاح “ترتورا” وتشرد العشرات وسط غياب تام للإغاثة
متابعات – النورس نيوز _ اجتاحت سيول جارفة قرية ترتورا بمحلية كتيلا في ولاية جنوب دارفور، ما أدى إلى كارثة إنسانية جديدة في الإقليم. ووفقاً لتقرير صادر عن المنظمة الدولية للهجرة، فإن الأمطار الغزيرة تسببت في نزوح 64 عائلة وتدمير 50 منزلاً بالكامل، تاركة عشرات الأسر في العراء بلا مأوى ولا مساعدات.
وأشار التقرير الصادر ضمن “مصفوفة تتبع حركة النزوح” إلى أن النازحين يفترشون الأرض في محيط القرية دون توفر أي شكل من الحماية أو الدعم الإنساني، بينما تعيش المنطقة حالة من التدهور المعيشي الحاد.
وتزامنت هذه الكارثة مع استمرار الأوضاع الأمنية الهشة في جنوب دارفور الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع منذ أكتوبر 2023، الأمر الذي أدى إلى انكماش النشاط الزراعي والرعوي، وتوسع التعدين العشوائي عن الذهب، مما فاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.
كما تأتي السيول الأخيرة بعد أيام قليلة من الانزلاق الأرضي الكارثي في قرية ترسين، والذي أسفر – بحسب حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور – عن مقتل نحو ألف شخص، ما يعكس حجم الكوارث الطبيعية التي تضرب الإقليم في غياب استجابة إنسانية فعّالة.
ويرى خبراء أن ضعف البنية التحتية في السودان يمثل السبب الرئيسي وراء تفاقم الأضرار الناتجة عن الفيضانات، إذ تعتمد معظم القرى والمناطق على منازل مشيدة من الطين والقش وتفتقر إلى شبكات تصريف مياه، بما في ذلك الخرطوم ومدن كبرى أخرى، مما يجعلها عرضة للغرق والانهيار مع كل موسم أمطار.
هذه التطورات تضيف عبئاً جديداً على كاهل المواطنين الذين يعانون بالفعل من تداعيات الحرب والصراعات المسلحة، في ظل تراجع اهتمام الحكومة بتمويل مشاريع التنمية وتردي الأوضاع الاقتصادية، ما يجعل قدرتهم على مواجهة الكوارث الطبيعية شبه معدومة.
