ارتفاع أسعار تذاكر الطيران بالسودان… حقائق وأرقام تكشف الأسباب
الخرطوم – (النورس نيوز)
بقلم: إبراهيم عدلان
يشهد قطاع الطيران في السودان حالة من الجدل بعد الزيادات الكبيرة في أسعار تذاكر السفر، ما جعلها خارج متناول شريحة واسعة من المواطنين. ورغم الإشادة التي أبداها بعض المراقبين لشركات الطيران الوطنية لصمودها في ظل الظروف القاسية، إلا أن الانتقادات انصبت بشكل مباشر على الأسعار المرتفعة التي تمثل عبئاً متزايداً على المسافرين.
أسباب الارتفاع
تسعير التذاكر ليس قراراً عشوائياً، بل يخضع لجملة من العوامل، أبرزها:
- العرض والطلب: ارتفاع الطلب مقابل محدودية المقاعد يؤدي إلى قفزات سعرية، خاصة في مواسم الحج والعطلات.
- الموسمية: الفترات المزدحمة تختلف عن أوقات الركود التي تنخفض فيها الأسعار.
- المنافسة: غياب التعددية في بعض الخطوط الجوية يفتح الباب للاحتكار ورفع الأسعار.
- الضرائب والرسوم: تشكل الرسوم الحكومية والمطار نسبة كبيرة من تكلفة التذكرة.
- تكاليف التشغيل: الوقود، الصيانة، التأمين، ورواتب الطواقم، جميعها ارتفعت بشكل غير مسبوق في ظل الحرب.
- الظروف المحلية: بيع وقود الطيران بالدولار يمثل عبئاً إضافياً على الشركات السودانية.
مسؤولية الدولة
من غير الممكن ترك الأمر لقوى السوق وحدها. المطلوب تدخل الدولة وسلطة الطيران المدني عبر:
- تخفيض الضرائب والرسوم.
- فتح الباب أمام المنافسة بزيادة التراخيص.
- تطبيق التزامات الخدمة العامة (PSO) في الخطوط الحيوية.
- دعم الوقود بالعملة المحلية للشركات الوطنية.
الخاتمة
ارتفاع أسعار التذاكر في السودان يعكس مزيجاً معقداً من عوامل السوق العالمية والظروف المحلية. التدخل الحكومي الذكي هو الضامن الوحيد لإبقاء السفر متاحاً للمواطن العادي، مع الحفاظ على استدامة الشركات الوطنية التي ظلت تقدم خدماتها رغم التحديات.
