أنطونيو غوتيريش يخرج عن صمته بشأن السودان
متابعات _ النورس نيوز _ الفاشر – شمال دارفور – 29 أغسطس 2025
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن صدمته وقلقه البالغ إزاء استمرار الهجمات التي تشنها قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، والتي تعيش حصاراً خانقاً منذ ما يزيد على 500 يوم.
وجاء في بيان للمتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، أن غوتيريش “مفزوع” من القصف المتواصل على أحياء المدينة، وكذلك التوغلات المتكررة داخل معسكر أبو شوك للنازحين، حيث أكدت تقارير إنسانية مبكرة منذ ديسمبر 2024 وجود أوضاع شبيهة بالمجاعة.
ووفقاً لإحصاءات أممية، لقي ما لا يقل عن 125 مدنياً مصرعهم في محيط الفاشر منذ 11 أغسطس الجاري، بينهم ضحايا لعمليات إعدام ميدانية، فيما يُرجح أن تكون الأعداد الحقيقية أعلى بكثير. وأشار البيان إلى أن الوضع الراهن ينطوي على “مخاطر جسيمة لوقوع انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، بعضها بدوافع عرقية”.
ورغم وجود مساعدات إنسانية مخزّنة في مناطق قريبة، إلا أن محاولات إدخالها إلى المدينة ما تزال تواجه عراقيل متكررة، مع تزايد استهداف موظفي الإغاثة وممتلكاتهم في شمال دارفور، الأمر الذي شلّ جهود الإنقاذ والإمداد.
ودعا الأمين العام إلى وقف فوري لإطلاق النار في الفاشر ومحيطها، مشدداً على أولوية حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودائم، إضافة إلى تأمين حرية حركة المدنيين الراغبين في مغادرة المدينة.
كما أكد البيان أن المبعوث الشخصي للأمين العام، رمطان لعمامرة، يواصل اتصالاته مع الأطراف السودانية، معلناً استعداده لدعم أي مبادرة حقيقية تفضي إلى وقف شامل للعنف وفتح الطريق أمام عملية سياسية شاملة تعبر عن تطلعات الشعب السوداني للسلام والأمن.
الوضع في الفاشر، وفق مراقبين، بات اختباراً حقيقياً لمدى جدية المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته الإنسانية والقانونية، وسط مخاوف من أن يتحول الحصار إلى كارثة إنسانية أعمق إذا استمر الصمت الدولي تجاه ما يحدث على الأرض.
