
ابنة سلفا كير مبعوثة رئاسية يثير جدلاً في جنوب السودان
جوبا – 22 أغسطس 2025 – النورس نيوز
أصدر رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت قرارًا مثيرًا للجدل بتعيين ابنته أدوت سلفا كير في منصب المبعوثة الرئاسية الأولى للبرامج الخاصة، خلفًا للدكتور بنيامين بول ميل الذي رُقي إلى منصب نائب الرئيس في وقت سابق من العام.
ويُعد هذا أول منصب حكومي تتولاه أدوت، التي عُرفت في السنوات الماضية من خلال نشاطها في مؤسسة إنسانية غير ربحية أسستها، دون خبرة سابقة في العمل الرسمي أو المناصب العامة، ما دفع مراقبين إلى اعتبار الخطوة انعكاسًا لتنامي نفوذ العائلات السياسية داخل مؤسسات الدولة.
انتقادات للمحسوبية وتوريث السلطة
قوبل القرار بانتقادات حادة من منظمات المجتمع المدني وعدد من المحللين السياسيين الذين وصفوا التعيين بأنه “محسوبية صارخة” تعكس نزعة لتوريث المناصب وحصر السلطة في دائرة ضيقة من النخبة.
وقال الناشط الحقوقي تير مانيانغ غاتويش إن الخطوة “تفتقر إلى التنافسية والعدالة” في بلد يواجه فيه آلاف الشباب المؤهلين البطالة والتهميش.
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي جيمس بوبويا أن القرار يمثل “إعادة إنتاج للسلطة في إطار عائلي ضيق”، محذرًا من انعكاساته على الثقة العامة وتهميش الكفاءات الوطنية.
دعوات لإثبات الكفاءة
في المقابل، دعا المدير التنفيذي لمنظمة CEPO، إدموند ياكاني، إلى منح أدوت الفرصة لإثبات جدارتها، معتبرًا أن أداءها سيكون تحت رقابة الرأي العام.
وأكد أن نجاحها في المنصب يتوقف على مدى قدرتها على المساهمة في دعم الانتقال السياسي وتعزيز مسار السلام والمساءلة، محذرًا في الوقت ذاته من أن فشلها قد يكرس فقدان ثقة المواطنين في الحكومة.
اتجاه متصاعد للتمكين العائلي
ويأتي تعيين أدوت ضمن سلسلة من القرارات الأخيرة التي شملت تعيين أبناء شخصيات بارزة من جيل التحرير في مواقع قيادية، وهو ما يراه مراقبون مؤشرًا على اتجاه متزايد نحو التمكين العائلي في هياكل الدولة، الأمر الذي يثير تساؤلات حول مستقبل الحكم ومشاركة الكفاءات في العملية السياسية بجنوب السودان.











