Uncategorizedالأخبار الرئيسية

“زادنا” تعود لقلب الخرطوم كنموذج صمود ومشروع قومي لإعادة بناء الدولة السودانية

متابعات - النورس نيوز

زادنا” تعود لقلب الخرطوم كنموذج صمود ومشروع قومي لإعادة بناء الدولة السودانية

 

“زادنا”… العودة للخرطوم

الشركة سطرت اروع ملاحم الصمود ولعبت أدوارا محورية بقيادة مديرها الشاب ..!!

طه سجل زيارةً تاريخية لمقر الشركة رفقة وفدٍ من الإدارة العليا..

“زادنا” استطاعت أن تقدم إسهاماتٍ كبيرة للبلاد فى حرب الكرامة..

الزيارة حملت رسائل سياسية واقتصادية وأخلاقية عميقة..

 

تقرير : محمد جمال قندول

الخرطوم تشهد حراكًا كبيرًا هذه الأيام. إذ تضج يوميًا بحركة الذين يقصدونها من مواطنين، وكذلك أفواج المسؤولين وعودة المؤسسات الحكومية.

 

ومع كل صورة تأتي من العاصمة وهي تفتح أذرعها لاستقبال العائدين، ثمّة أملٌ يتمدد، فالجالسون خارج حدودها وحدود الوطن يتلهفون لرؤية وفدٍ زائر، أو مؤسسة عائدة، أو ملمح يجسد تطبيع للحياة اليومية.

 

شركة “زادنا” بقيادة مديرها العام طه حسين، عادت إلى العاصمة لتمارس مهامها، وذلك في مرحلة جديدة للمؤسسة الاقتصادية التي استطاعت أن تقدم إسهاماتٍ كبيرة للبلاد بحرب الكرامة، فيها المعلن، وأخرى غير مرئية قد لا يتسنى للناس معرفتها، وقد يكون ذلك في قادم المواعيد.

 

وتبقى الحقيقة هي أنّ المدير الشاب د. طه، استطاع أن يقود “زادنا” للعب أدوار مهمة ابان محنة الحرب، واليوم يعود ليقودها مجددًا من داخل ولاية الخرطوم.

 

 

مشروع قومي

وشهدت الخرطوم حدثاً بارزاً، وذلك حين قام المدير العام لشركة “زادنا” الدكتور طه حسين، بزيارةٍ تاريخية إلى مقر الشركة رفقة وفدٍ من الإدارة العليا، وذلك في أول ظهورٍ رسميٍ منذ اندلاع الحرب.

 

الزيارة لم تقتصر على الطابع البروتوكولي، بل حملت رسائل سياسية، واقتصادية، وأخلاقية عميقة، أعادت رسم ملامح هوية الشركة ودورها في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ السودان.

 

وفي كلمته أمام هيئة الإدارة والعاملين، شدد د. طه حسين على أن زادنا “ليست ملكاً لطه ولا لغيره من المديرين، وإنّما هي مؤسسة قومية مملوكة للشعب والوطن”، مؤكداً أن روح المؤسسية هي التي تضمن بقاءها واستمرارها. واعتبر أن العمل داخل “زادنا” يجب أن يكون على هيئة “جسد واحد”، تتكامل فيه الكفاءات والعقول، لتحقيق أهداف استراتيجية تخدم الوطن قبل أي شيءٍ آخر.

 

وطرح المدير العام رؤيةً واضحة تقوم على أن أزمة السودان لم تكن أزمة مواردٍ أو إنسان، وإنما أزمة أخلاق وتناحر وخلافات شخصية. وقال “إنّ المرحلة المقبلة تتطلب الانضباط المؤسسي، والمهنية، والحوكمة، وتنمية العقول، بعيداً عن الشخصنة والانصرافية”.

 

وأكد أن “زادنا” “لم تعد مجرد شركة زراعية، بل مشروع قومي متكامل”، يتسع لقطاعاتٍ متعددة، ويوازي مشاريع الدولة الاستراتيجية، مضيفاً عبارته اللافتة: “زادنا جنسنا… زادنا وطن”، والتي اختزلت فكرة الانتماء للمؤسسة بوصفها جزءًا أصيلاً من الانتماء للوطن.

 

كما أقرّ طه بوجود تحديات معقدة في التمويل والرضا الوظيفي، لكنه اعتبر أن الإيمان بالكفاءات الوطنية وإعادة تأهيلها وتطويرها هو السبيل لتجاوز هذه العقبات. وأكد أن الوظيفة في “زادنا” ليست غنيمةً ولا امتيازاً شخصياً، وإنما تكليف ومسؤولية وطنية يجب أن تُمنح بالكفاءة لا بالمحسوبية.

 

 

معركة الصمود

في جانب آخر، حذر د. طه حسين من خطورة “حرب التبخيس” و”حرب تجفيف الموارد” التي ترافق الحرب العسكرية، واعتبرها أشد خطراً على مستقبل الدولة من العمليات القتالية نفسها، داعياً إلى مواجهتها بروح التحدي والتكاتف الوطني. وأعاد التذكير بمؤسسي الشركة الذين وضعوا اللبنات الأولى بروح وطنية خالصة، مؤكداً أن الحفاظ على هذا الإرث هو واجب الأجيال الحالية.

 

وتحمل زيارة المدير العام لمقر الشركة في الخرطوم دلالات تتجاوز مجرد عودة الأنشطة الإدارية فهي أولاً: رسالة رمزية عن صمود المؤسسات الوطنية في قلب العاصمة رغم أجواء الحرب، وإصرارها على المضي قدماً في إعادة تشغيل المكاتب وتسيير العمل من الداخل. وهي ثانياً: إعلان عملي بأن زادنا تقف في صف معركة الوطن، باعتبارها مشروع دولة لا مجرد كيان اقتصادي محدود.

 

كذلك، فإنّ تأكيد د. طه حسين على أن “الأزمة أزمة أخلاق”، يعكس إدراكاً عميقاً لطبيعة التحديات البنيوية التي واجهت السودان، وهو خطاب يضع “زادنا” في موقع يتجاوز الاقتصاد ليشمل المعركة القيمية والفكرية. كما أن طرحه لمسألة الحروب غير المرئية – التبخيس وتجفيف الموارد – يُبرز وعياً استراتيجياً بخطورة الاستهداف الاقتصادي والإعلامي الموازي للعمليات العسكرية.

 

بخطابه هذا، وضع د. طه حسين شركة “زادنا” في قلب المشروع الوطني لإعادة بناء الدولة السودانية. فالزيارة ليست مجرد خطوة إدارية لإعادة فتح المقر، بل إعلان عن تحول الشركة إلى نموذج لمؤسسة قومية تقاوم الحرب وتتبنى قيم الانتماء والحوكمة، وتؤكد أن النجاح لن يتحقق إلّا عبر الوحدة، والانضباط المؤسسي، والتكاتف بين الكفاءات.

 

إنّها زيارة يمكن قراءتها كتجديد لعهد “زادنا” مع الوطن: أن تكون أكثر من شركة، وأن تتحول إلى جسر بين معركة الصمود في الحرب ومعركة إعادة الإعمار، لتثبت أن المؤسسات الوطنية قادرة على قيادة التغيير حتى في أحلك الظروف.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى