مقالات

أسامه عبد الماجد يكتب : لقاء سويسرا

أسامه عبد الماجد يكتب:

 لقاء سويسرا

 

0 لم يساورني أدنى شك في أن الرئيس البرهان شارك شخصياً في اجتماع عُقد بسويسرا.. جمعه بكبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، مسعد بولس.. ورغم النفي غير المبرر من بعض “الجوقة” ومحاولات التشكيك في حدوث اللقاء.. فإن قناعتي بمشاركته راسخة لأسباب عديدة.

0 أول هذه الأسباب إقدامه سابقاً على خطوات أكثر خطورة ودون دراسة كافية.. مثل لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عنتبي الأوغندية في فبراير 2020.. ثم استقباله لوزير الخارجية الإسرائيلي في الخرطوم وتكريمه.. وفتحه أبواب الصناعات الدفاعية لخبراء إسرائيليين.. أضف إلى ذلك صمته عن لقاء المنامة الذي كشف ظهر نائبه في الجيش الفريق أول شمس الدين كباشي.. وأسلوبه الغامض في التعامل مع ملف الإمارات والباغي الشقي حميدتي.

0 القاسم المشترك بين هذه المواقف هو عدم ثقته في محيطه السياسي.. وشعوره الدائم بأنه في منافسة مع آخرين.. إلى جانب تذكّره المستمر لإدراجه في قائمة العقوبات الأمريكية.. وهذا يفسر تذبذب الأحداث بين التصعيد والتهدئة، فيما يشبه حالة “اللجام”!!!.

0 كان بالإمكان أن يجتمع البرهان مع بولس في عواصم عدة مثل الدوحة، جدة، مسقط والقاهرة.. والأولى كانت الأنسب، خصوصاً وأن بولس نفسه شهد الشهر الماضي بالدوحة توقيع إعلان مبادئ السلام بين حكومة الكونغو الديمقراطية والمتمردين.. بمبادرة قطرية ودعم أمريكي وأفريقي.. بعدها التقى بولس وزير الدولة بالخارجية القطرية د. محمد الخليفي في اجتماع وصفه بـ”المهم”.. ناقشا فيه ملفات إقليمية على رأسها السودان.. ثم غرّد بولس عبر حسابه على منصة “إكس” مؤكداً التزامهم بحل النزاعات في السودان وليبيا ومنطقة الساحل والبحيرات العظمى.. حينها أيقنت أن قطر باتت الوسيط الجديد في حرب السودان.

0 كما أعلن مسعد بولس، أنه سيحوّل تركيزه الدبلوماسي نحو السودان.. بعد نجاحه في اتفاق الكونغو.. وفي مقابلة صحفية كشف عن ان السودان المحطة القادمة في رحلته للوساطة بافريقيا.. وعندما سئل عن إمكانية اعتماد خطته على حوافز اقتصادية لتحفيز البرهان والجنجويدي حميدتي.. على الجلوس إلى طاولة الحوار.. أجاب باقتضاب “دائماً ما يكون هناك جانب اقتصادي، لكن هذه المرة هو داخلي بالكامل”.. وبحسب تحليلات هذا التصريح يفتح الباب أمام احتمالين.. إما أن يعتمد بولس على موارد السودان الداخلية كمدخل لتحقيق السلام.. أو أنه يشير إلى تفاهمات مع قوى اقتصادية محلية لدفع مسار التسوية بعيداً عن التمويل والدعم الخارجي التقليدي.

0 لم يكن البرهان بحاجة للسفر شخصياً.. ولا لوضع ستار من السرية على اللقاء كما فعل مع نتنياهو.. الذي سرّبت تل أبيب لقاءه لاحقاً.. ولهذا أستبعد أن يكون اجتماع سويسرا مع بولس وحده.. وإلا لكان من الممكن عقده في بورتسودان.. وبشفافية كاملة كما فعل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.. عندما استقبل بولس مايو الماضي بحضور وزير خارجيته ومدير المخابرات العامة المصرية.

0 اختيار سويسرا يفتح الباب لاحتمالين.. إما أن الاجتماع كان بحضور نائب رئيس الإمارات منصور بن زايد (على اقل التقدير) ، أو مع الباغي الشقي حميدتي نفسه. او كليهما وهو امر خطير للغاية.. فالشعب السوداني قبل جيشه يرفضان عودة أي “جنجويدي”.. أما الإمارات فالتفاوض معها مطلوب.. وقد اقترحت قبل اربعة ايام في مجموعة “الزوارق” على واتساب تشكيل وفد تفاوضي.

0 اقترحت ان يكون برئاسة وزير الخارجية الأسبق د. الدرديري محمد أحمد، (حاصل على الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة ليستر البريطانية. . وماجستير القانون من جامعة لندن، وماجستير آخر في القانون الدولي لحقوق الإنسان من جامعة اوكسفورد).. وعضوية سفراء وشخصيات بارزة ذات خبرة في الملفات الدولية والأمريكية.. السفير الأسبق بالإمارات د. محي الدين سالم، السفير عبد المحمود عبد الحليم، الفريق أمن أسامه مختار (كان فاعلاً في الحوار مع أمريكا).. ووزير المالية الأسبق بدر الدين محمود (كان الشخصية الاقتصادية في فريق الحوار مع أمريكا).

0 تحركات البرهان منفرداً تجعله عرضة للاستهداف، ولا اود القول – الابتزاز – رغم ما يملكه من أوراق قوة.. دعم شعبي واسع للجيش، وصل مرتبة القتال الى جانبه.. اعتراف دولي بشرعيته.. تعيينه رئيس وزراء مدني.. ويملك كروت ضغط ( وجود جهاز مخابرات مُهاب بالمنطقة وفاعل في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.. واثبت كذلك امتلاكه قوة مقاتله شرسه “هيئة العمليات”.. بقيادة متمرسه – مُفضل – تتكئ علي تجربة كبيرة في العمل الخارجي والداخلي).

0 كذلك من بطاقات القوة موقع السودان الاستراتيجي.. وتاثيره علي أمن البحر الاحمر، وفاعليته في دول حوض النيل (انصحوا كامل ادريس بفك دمج وزارة الرى في الزراعة).. بجانب مقومات الثروة الهائلة من المعادن والصمغ العربي واخيراً امكانية اتجاهه شرقاً نحو الصين وروسيا.

0 ومهما يكن من… هل يدرك البرهان فعلاً حجم هذه الأوراق التي بين يديه ؟

 

الاربعاء 13 اغسطس 2025 osaamaaa440@gmail.com

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى