يا خبر… اختطاف عسكري من قلب محكمة في ود مدني يشعل الجدل
ود مدني – الهدهد نيوز
في حادثة صادمة وغير مسبوقة، اختطفت قوة عسكرية مجهولة الجندي مسلم عثمان، أحد أفراد القوات المشتركة، من داخل محكمة الجنايات بمدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، وفي وضح النهار، دون إبراز أي إذن توقيف رسمي أو تحديد الجهة التي نفذت العملية، مما أثار موجة جدل واسعة ومخاوف من الانفلات الأمني داخل مؤسسات العدالة.
وكان الجندي المختطف يحضر جلسة محاكمة شقيقه بخاري عثمان العوض، المتهم بالتعاون مع قوات الدعم السريع، وهي تهمة بالغة الخطورة قد تصل عقوبتها إلى الإعدام بموجب القوانين العسكرية، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
شهود عيان: قوة مسلحة اقتحمت المحكمة واقتادت العسكري بالقوة
شهود عيان، بينهم أفراد من أسرة المختطف، أكدوا أن قوة مسلحة اقتحمت قاعة المحكمة واقتادت مسلم عثمان بالقوة، دون أوامر رسمية أو تدخل من الأجهزة الأمنية الموجودة في الموقع، مما عمّق التساؤلات حول دور الجهات المختصة وصمتها عن مثل هذه الانتهاكات الخطيرة.
محاولة اختطاف سابقة تشير إلى تخطيط مسبق
اللافت أن الحادثة جاءت بعد أيام من محاولة اختطاف فاشلة استهدفت مسلم عثمان داخل منزله بحي عووضة، حين داهمت مجموعة مسلحة المنزل وطالبته بمرافقتهم تحت تهديد السلاح. ووفقاً لرواية والدته، فقد امتثل للطلب حفاظاً على سلامة أسرته، لكنه تمكّن من الفرار بعد مشادة دامية داخل المركبة، أُصيب فيها أحد الجنود.
تساؤلات خطيرة حول أمن مؤسسات القضاء
حادثة الاختطاف من داخل المحكمة أثارت موجة غضب واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، وطرحت تساؤلات حول مدى سلامة المؤسسات العدلية، وإمكانية تعرض المتقاضين أو حتى أفراد القوات النظامية للخطف داخل المحاكم، في وقت يعاني فيه السودان من فراغ أمني وسياسي كبير.
ويرى مراقبون أن هذه الحادثة تمثل تطورًا خطيرًا، ينذر بتآكل هيبة الدولة ومؤسساتها العدلية، ويكشف عن تغوّل المجموعات المسلحة على سلطة القانون، في ظل غياب الضمانات الأمنية حتى داخل ساحات القضاء.











