أخبار

أزمة تعليمية تضرب الجالية السودانية بمصر

متابعات _ النورس نيوز

أزمة تعليمية تضرب الجالية السودانية بمصر

النورس نيوز – الإسكندرية – 4 أغسطس 2025

في واقعة أثارت استياءً واسعًا داخل أوساط الجالية السودانية المقيمة في مصر، مُنع أكثر من 25 طالبًا وطالبة سودانيين من أداء امتحانات المرحلة المتوسطة بمنطقة العجمي في محافظة الإسكندرية، دون تقديم أي تفسير رسمي من الجهات التعليمية المعنية، ما أدى إلى حالة من الغضب والصدمة بين أولياء الأمور والمجتمع السوداني في الخارج.

الحدث، الذي وقع في ظل ظروف إنسانية وأمنية صعبة يعيشها آلاف السودانيين الفارين من الحرب في بلادهم، يُعد انتهاكًا خطيرًا لحق التعليم للأطفال، ويكشف عن ثغرات مؤسسية في تعامل بعض الجهات مع الطلاب اللاجئين، وسط تضارب في الروايات حول الجهة المسؤولة عن القرار.

بيان ناري من لجنة المعلمين السودانيين

لجنة المعلمين السودانيين في مصر سارعت بإصدار بيان رسمي أكدت فيه وقوع الحادثة، ووصفتها بأنها “جريمة تربوية مكتملة الأركان”، مؤكدة أن ما جرى يُمثل خرقًا صريحًا للمواثيق الدولية التي تكفل حق الأطفال في التعليم، لا سيما في حالات النزوح واللجوء.

وجاء في البيان: “نرفض وبشدة هذا التعامل غير الإنساني مع طلابنا، ونطالب بتمكينهم فورًا من الجلوس لما تبقى من الامتحانات، وفتح تحقيق عاجل لتحديد الجهة التي أصدرت هذا القرار غير القانوني، ومحاسبتها بشفافية كاملة أمام المجتمع المحلي والدولي.”

غضب متصاعد في منصات التواصل

منصات التواصل الاجتماعي شهدت موجة من الغضب العارم، إذ أعرب عدد كبير من أولياء الأمور والنشطاء عن سخطهم من ما وصفوه بـ”التهميش والإقصاء المتعمد” لأطفالهم، محملين الجهات الرسمية السودانية والمصرية مسؤولية ما حدث، ومطالبين بتدخل عاجل من السفارة السودانية في القاهرة، ووزارتي التربية والتعليم في البلدين.

وكتب أحد أولياء الأمور في منشور متداول على فيسبوك: “أين سفارتنا؟! أطفالنا يُحرمون من الامتحانات، ونحن عاجزون عن حمايتهم! هذا استهتار بمستقبل جيل كامل.”

غياب التنسيق والتخبط الإداري

الواقعة فتحت الباب واسعًا أمام التساؤلات حول غياب التنسيق بين الجهات التعليمية المعنية، سواء في السودان أو في مصر، ومدى مراعاتها للواقع الصعب الذي يعيشه آلاف الطلاب السودانيين في الخارج، خصوصًا في ظل الحرب التي شردت الملايين وحرمت الكثير من الأطفال من استقرارهم التعليمي والنفسي.

ويؤكد مختصون تربويون أن ما حدث يعد مؤشرًا خطيرًا على هشاشة الأنظمة التعليمية الخاصة باللاجئين، وغياب آليات الرقابة والمساءلة، مما يسمح باتخاذ قرارات جائرة تهدد مستقبل طلاب أبرياء.

دعوات لتدخل دولي عاجل

في السياق ذاته، دعت منظمات حقوقية وتعليمية إلى تدخل دولي عاجل، لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث، مطالبين السلطات المصرية بفتح تحقيق شفاف في ملابسات حرمان الطلاب من أداء الامتحانات، وبتقديم تسهيلات خاصة للطلاب السودانيين اللاجئين، أسوة بما تنص عليه الاتفاقيات الدولية لحقوق الطفل.

كما شددت هذه المنظمات على ضرورة تبنّي سياسات تعليمية مرنة تراعي ظروف النزوح والحرب، وتسهيل اندماج الطلاب في المدارس الرسمية، مع ضمان عدم تمييزهم أو تعريضهم للضغوط النفسية والإدارية.

مستقبل غامض لآلاف الطلاب السودانيين في الخارج

الواقعة تعيد إلى الواجهة مأساة آلاف الأطفال السودانيين المنتشرين في مصر ودول أخرى، الذين يواجهون تحديات معيشية وتعليمية خانقة، في ظل انهيار الدولة السودانية وتراجع الدعم الخارجي، وغياب برامج فعالة لاستيعابهم في الأنظمة التعليمية المضيفة.

ويحذر خبراء من أن استمرار هذه الأوضاع سيؤدي إلى ارتفاع معدلات التسرب من التعليم، وتفاقم الآثار النفسية والاجتماعية على جيل بأكمله، ما قد ينعكس سلبًا على مستقبل البلاد إذا لم يتم تدارك الوضع بصورة عاجلة.

رسالة الجالية: التعليم خط أحمر

في ختام بيانها، شددت لجنة المعلمين السودانيين على أن التعليم يُمثل خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه، مضيفة: “نحن أمام موقف يستوجب منا الوقوف صفًا واحدًا للدفاع عن حق أبنائنا، ولن نصمت على هذه الانتهاكات مهما كانت الظروف.”

كما طالبت الجالية السودانية جميع وسائل الإعلام المحلية والدولية بتسليط الضوء على هذه القضية، وإبراز معاناة الطلاب السودانيين في مصر، من أجل دفع الجهات المعنية للتحرك واتخاذ خطوات عاجلة لتصحيح المسار.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى