بيان ناري من اتحاد أبناء المحس
متابعات- النورس نيوز
حذّر اتحاد أبناء المحس من محاولات إعادة إنتاج الفتنة في المنطقة النوبية عبر افتعال أزمة تبعية جبل البوم، الغني بالذهب، معتبرًا أن ما يجري هو امتداد لسياسات قديمة اتبعتها الأنظمة السابقة لتفكيك النسيج الاجتماعي في مناطق حلفا والسكوت والمحس، التي ظلت تمثل نموذجًا فريدًا للوحدة والتكاتف الأهلي.
وفي بيان عام شديد اللهجة، أشار الاتحاد إلى أن السياسات الممنهجة خلال العقود الماضية فشلت في زعزعة الوعي النوبي، رغم محاولات بث السموم عبر مشاريع التعدين العشوائي، التي وصفها البيان بأنها “سياسة الأرض المحروقة”.
وأوضح البيان أن إطلاق يد الشركات والباحثين عن الذهب في مناطق جبل البوم، باستخدام مواد سامة مثل الزئبق والسيانيد، أدى إلى تدمير البيئة وتهديد الحياة والاستقرار الذي طالما عُرفت به المنطقة.
وأكد الاتحاد أن القرار المفاجئ المتعلّق بتبعية “البوم”، والذي صدر في توقيت عصيب تمر به البلاد، يُثير الكثير من الشكوك، ويستدعي الوعي والحذر لتفويت الفرصة على من وصفهم البيان بـ”المتربصين”.
ودعا اتحاد أبناء المحس كل أبناء النوبة إلى التمسّك بوحدة الصف النوبي، والابتعاد عن النزعات المناطقية، مشددًا على أن الصراع حول تبعية البوم ليس سوى معركة جانبية مفتعلة لإلهاء المجتمع النوبي عن قضيته الأساسية المتمثلة في رفض التعدين السام.
كما جدّد الاتحاد موقفه الرافض لأي شكل من أشكال التعدين، سواء الأهلي أو المؤسسي، واصفًا ما يُعرف بـ”المسؤولية المجتمعية” بأنه “فتاتٌ يُلقى لتكميم الأفواه”، مقابل تدمير بيئة الأجداد وتلويث أرضها ومائها وهوائها.
وطالب البيان بمحاسبة الجهات المسؤولة عن التلوث، ودفع تكاليف إزالة المخلفات السامة، وتعويض المتضررين صحيًا وبيئيًا، مؤكدًا أن الحفاظ على البيئة النوبية هو التزام أخلاقي وتاريخي لا يقبل المساومة.
وفي ختام البيان، دعا الاتحاد إلى الاصطفاف الشعبي لحماية الأرض والهوية النوبية، مؤكدًا أن الخير كل الخير في التماسك، والوحدة، واستعادة السيادة على الموارد المحلية بما يخدم الإنسان النوبي أولًا.
