اشتباكات دامية بين الجيشين الأوغندي والجنوب سوداني
متابعات _ النورس نيوز _ اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة بين الجيش الأوغندي وقوات جيش جنوب السودان في منطقة كاجو كيجي الحدودية الواقعة في ولاية الاستوائية الوسطى، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، ودفع آلاف المدنيين إلى الفرار من منازلهم باتجاه الأحراش والمدارس ودور العبادة، وسط حالة من الهلع والتوتر المتصاعد، بحسب ما أفادت به مصادر رسمية في جوبا.
وأكدت القيادة العامة للجيش في جنوب السودان في بيان صحفي أن القوات المسلحة التابعة للطرفين تبادلت إطلاق النار بشكل مفاجئ في المنطقة الحدودية، دون سابق إنذار، ما دفع قيادة الجيش إلى رفع حالة التأهب القصوى، فيما باشر رئيس هيئة الأركان في جوبا اتصالات عاجلة بنظيره الأوغندي في كمبالا، لاحتواء التصعيد وتحديد أسباب الاشتباك العسكري الخطير.
ويأتي هذا التوتر الأمني في ظل علاقات معقدة تربط جوبا بكمبالا، خاصة بعد أن أعلنت أوغندا في مارس الماضي عن نشر وحدات من قواتها الخاصة داخل أراضي جنوب السودان، وهي خطوة أثارت جدلاً واسعاً آنذاك ووصفتها بعض الأطراف بأنها تدخل مباشر في الشؤون السيادية للبلاد. واعتبر مراقبون أن هذه القوات جاءت ضمن دعم عسكري مستمر من أوغندا للرئيس سلفاكير ميارديت، منذ اندلاع الحرب الأهلية في جنوب السودان عام 2013.
ويعيد هذا الاشتباك إلى الأذهان مشاهد التوترات الإقليمية التي كانت ملازمة لمسار الحرب الأهلية في جنوب السودان، والتي أسفرت خلال خمس سنوات فقط عن مقتل ما يقارب 400 ألف شخص، قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق هش لتقاسم السلطة في عام 2018 بين الرئيس سلفاكير ونائبه السابق رياك مشار، والذي لم ينجح حتى اليوم في إحلال استقرار دائم في الدولة الوليدة.
وفيما لم تُعلن الحكومتان عن حصيلة دقيقة لعدد الضحايا، أكدت منظمات مجتمع مدني محلية أن الوضع الإنساني في كاجو كيجي آخذ في التدهور، وأن المرافق الصحية تعاني من نقص حاد في الإمدادات، في ظل تزايد أعداد النازحين يوماً بعد يوم.
ويخشى مراقبون من أن يتحول هذا الاشتباك إلى شرارة نزاع حدودي أوسع بين الدولتين، في حال فشل المساعي الدبلوماسية الجارية حالياً. كما أشار محللون إلى أن استمرار النفوذ العسكري الأوغندي داخل أراضي جنوب السودان قد يعقّد المشهد أكثر، ويزيد من هشاشة الاتفاقات السياسية القائمة.
في المقابل، لم تُصدر وزارة الدفاع الأوغندية بياناً تفصيلياً بشأن الاشتباكات، واكتفت بتأكيد “وقوع حادث أمني في المنطقة الحدودية، يتم التحقيق في ملابساته”، مما أثار مخاوف من احتمالات اندلاع موجة تصعيد جديدة.
الجدير بالذكر أن منطقة كاجو كيجي تعد من المناطق الحدودية الحساسة، وتقع في قلب إقليم الاستوائية، الذي كان على مدى سنوات ساحة للاشتباكات والنزاعات بين القوات الحكومية والمجموعات المسلحة، بما في ذلك قوات المعارضة التي يتزعمها رياك مشار.
ويتابع مراقبون دوليون الوضع عن كثب، في ظل مخاوف من أن تؤدي هذه المواجهة إلى تقويض جهود الوساطة الإقليمية، وتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة.











