أول تجسيد عملي لتمكين الشباب بعد الحرب.. إليكم التفاصيل
الخرطوم – النورس نيوز
في خطوة تعكس تحوّلًا نوعيًا في سياسات ما بعد الحرب، أصدر رئيس مجلس الوزراء د. كامل إدريس القرار رقم (104) لسنة 2025، بإنشاء وحدة خاصة تُعنى بقضايا الشباب، وتتبع مباشرة لمكتب رئيس الوزراء، في محاولة لتصحيح مسار العلاقة بين الدولة وهذه الفئة التي دفعت ثمناً باهظًا خلال النزاعات.
ويذكر أن هذا القرار يستند إلى أحكام الوثيقة الدستورية (تعديل 2025)، ويهدف إلى تمكين الشباب من لعب دور فاعل في بناء الدولة، بعد سنوات من التهميش والاستنزاف في أتون الحرب. تأتي هذه الوحدة كأول تجسيد عملي لرؤية الحكومة الانتقالية تجاه دمج الشباب في صناعة القرار والتنمية.
وستضطلع الوحدة الجديدة بجملة من الاختصاصات، أبرزها إعداد استراتيجيات وطنية لتمكين الشباب، وتنسيق الجهود بين المؤسسات الحكومية والمنظمات المحلية والدولية، إلى جانب الإشراف على برامج التدريب والتأهيل، وتوفير آليات لدمج الشباب في مشاريع الإعمار والتنمية المستدامة.
تأتي هذه الخطوة في وقت يعيش فيه آلاف الشباب السودانيين أوضاعاً إنسانية صعبة بسبب الحرب، ما يجعل من إعادة دمجهم في الحياة الاقتصادية والاجتماعية مهمة وطنية عاجلة. وتؤكد الحكومة أن الشباب لم يعودوا ضحايا فحسب، بل شركاء في رسم مستقبل البلاد.
جدير بالذكر ان القرار قوبل بترحيب من بعض الكيانات الشبابية، التي دعت إلى تمكين هذه الوحدة من أدوات فعالة وتوفير استقلالية مالية وإدارية، مع تضمين آليات للمساءلة والشفافية، حتى لا تتحول إلى مجرد جهاز بيروقراطي آخر.
يُعد إنشاء الوحدة جزءًا من التحولات الجارية لتأسيس دولة مدنية حديثة، قائمة على العدالة الاجتماعية والشراكة الوطنية. ويعكس وعي الحكومة بأهمية بناء السلام من خلال الاستثمار في رأس المال البشري، وتحديدا الفئات الشابة.
