ترحيل 39 مهاجرًا سودانيًا من ليبيا.. تحرك رسمي جديد في ملف الهجرة غير النظامية
متابعات _ النورس نيوز

ترحيل 39 مهاجرًا سودانيًا من ليبيا.. تحرك رسمي جديد في ملف الهجرة غير النظامية
النورس نيوز – متابعات
في خطوة جديدة ضمن جهود السلطات الليبية لتنظيم أوضاع المهاجرين غير النظاميين، أعلن جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في ليبيا عن ترحيل مجموعة من المهاجرين السودانيين، بلغ عددهم 39 شخصًا، وذلك ضمن خطة تهدف إلى تقليص أعداد المهاجرين داخل مراكز الإيواء، ومعالجة أوضاعهم الإنسانية والقانونية.
وأفاد الجهاز في تعميم صحافي أن عملية الترحيل نُفذت من مركز إيواء “القبة” إلى مركز إيواء “قنفودة”، بالتنسيق مع الجهات المختصة، وذلك من أجل استكمال الإجراءات القانونية والإنسانية المعتمدة في مثل هذه الحالات. وأوضح أن عملية النقل والترحيل تمت بسلاسة وبما يتماشى مع الضوابط الرسمية، حيث ستُستكمل بقية مراحل الترحيل النهائي إلى السودان في أقرب وقت ممكن.
ويعكس هذا التحرك سعي الحكومة الليبية لإعادة تنظيم مراكز الاحتجاز التي تستقبل الآلاف من المهاجرين غير النظاميين القادمين من دول أفريقية عدة، معظمهم يسلكون طرقًا خطرة عبر الصحارى والبحر في سبيل الوصول إلى أوروبا. ويواجه كثير من هؤلاء المهاجرين أوضاعًا إنسانية صعبة بسبب الاكتظاظ، ونقص الخدمات، وتدهور الأوضاع المعيشية داخل بعض مراكز الإيواء.
ويُعد السودان من أبرز الدول المصدّرة للمهاجرين في السنوات الأخيرة، نتيجة للصراعات المسلحة، والانهيار الاقتصادي، وتردي الخدمات، ما يدفع العديد من الشباب إلى المخاطرة بحياتهم عبر طرق الهجرة غير النظامية التي تمرّ بليبيا وتؤدي في كثير من الأحيان إلى الاحتجاز أو الغرق أو الوقوع في شِباك عصابات التهريب والاتجار بالبشر.
وتُعاني ليبيا بدورها من تداعيات هذا الملف الشائك، حيث تحولت إلى محطة عبور رئيسية للهجرة باتجاه السواحل الأوروبية، ما وضعها في واجهة الضغوط الإقليمية والدولية للحد من الظاهرة، وتحسين أوضاع المهاجرين داخل أراضيها. وتبذل السلطات جهودًا متعددة بالتعاون مع منظمات دولية مثل المنظمة الدولية للهجرة (IOM) والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR)، لتأمين العودة الطوعية للآلاف من المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية، في إطار برامج إعادة الإدماج والمساعدة.
وفي السياق ذاته، دعا نشطاء ومنظمات حقوقية إلى توفير المزيد من الحماية للمهاجرين السودانيين داخل ليبيا، وضمان حقوقهم الأساسية، وتوفير ممرات آمنة للعودة الطوعية، لا سيما في ظل تفاقم الحرب في السودان وتزايد أعداد الفارين من النزاع المسلح المستمر منذ أكثر من عام.
وتبقى قضية الهجرة من السودان إلى ليبيا ومنها إلى أوروبا واحدة من أكثر الملفات تعقيدًا في المنطقة، في ظل استمرار الأزمات السياسية والاقتصادية، ما يضع على عاتق الحكومات والمؤسسات الدولية مسؤولية مشتركة لمعالجة الأسباب الجذرية التي تدفع الشباب نحو الهروب الجماعي من أوطانهم.











