أخبار

خراب يضرب خاصرة كادقلي الاقتصادية.. والسوق تحت الحصار الأمني

متابعات _ النورس نيوز

خراب يضرب خاصرة كادقلي الاقتصادية.. والسوق تحت الحصار الأمني

كادقلي – النورسنيوز

في تطور ميداني خطير، تعرض سوق مدينة كادقلي الكبير لعملية تخريب ونهب ممنهجة طالت مخازن الذرة ومتاجر الأجهزة الإلكترونية والملابس، وسط حالة من الغضب الشعبي والاحتقان الأمني، دفعت السلطات المحلية إلى إغلاق السوق مؤقتاً وشن حملة اعتقالات طالت متورطين في الأحداث.

 

 

وأعلنت لجنة أمن ولاية جنوب كردفان، المكوّنة من القوات المسلحة والشرطة وجهاز الأمن والمخابرات العامة، أنها تمكنت من السيطرة على الوضع واحتواء الموقف، فيما تم توجيه اتهامات مباشرة لخلايا نائمة تابعة للحركة الشعبية – جناح عبد العزيز الحلو، وعناصر من ميليشيا الدعم السريع، بجانب مجموعات مرتبطة بالحرية والتغيير.

 

 

رسائل تخريبية وتُعد الحادثة ضربة قاسية للاقتصاد المحلي، إذ رأى مراقبون أن استهداف السوق لم يكن عفوياً، بل يأتي ضمن تحركات منسقة تهدف إلى ضرب الاستقرار وتفكيك النسيج الاقتصادي والاجتماعي، عبر إضعاف مراكز التموين في المدينة، وزعزعة ثقة المواطنين في قدرة الدولة على فرض هيبتها. ويشير محللون إلى أن العملية تحمل رسائل رمزية خطيرة تسعى لتأكيد قدرة المتمردين على خنق كادقلي من الداخل، بالتزامن مع تصاعد المعارك في محاور جنوب وغرب الولاية.

 

رد فعل شعبي غاضب وشهدت المدينة حالة من الغضب الشعبي عقب الحادثة، حيث عبّر المواطنون عن خيبة أملهم من استمرار الحصار المفروض على كادقلي لأكثر من عامين، واعتبروا استهداف السوق تحدياً مباشراً لقوتهم اليومي، مشيرين إلى أن انقطاع الطريق الحيوي الرابط بين الدبيبات – الدلنج – كادقلي فاقم الأزمة المعيشية ورفع أسعار السلع إلى مستويات فلكية.

 

 

الوالي: لا تهاون والي جنوب كردفان محمد إبراهيم عبد الكريم توعّد بمحاسبة كل من تورط في الاعتداءات على السوق، مؤكداً أن السلطات ستنفذ قراراتها “دون مجاملة أو رحمة”. وأوضح الوالي أن ما حدث “لم يكن مجرد فوضى عابرة، بل استهداف مباشر لأمن المدينة ولما تبقى من مقومات الحياة فيها”، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية ستكون بالمرصاد للخلايا التخريبية، وستضرب بيد من حديد.

 

 

وطالب الوالي الحكومة المركزية بسرعة فتح الطريق الرئيسي إلى كادقلي، لفك الحصار عن المواطنين وتمكين السلع من الدخول، مؤكداً أن تحسين الأوضاع المعيشية لا يمكن أن يتم دون معالجة الأزمة اللوجستية التي تخنق المدينة.

 

 

خطر يتجاوز السوق وتصف جهات متابعة ما جرى في سوق كادقلي بأنه يمثل حلقة جديدة في سلسلة محاولات إرباك المشهد الأمني في الولاية، مستهدفة إنهاك القوات المسلحة وتشتيت تركيزها، ودفع السكان نحو حالة من السخط وعدم الاستقرار، ما يفتح الباب أمام المتمردين لتوسيع نفوذهم السياسي والميداني.

 

 

خاتمة مفتوحة على المجهول ما جرى في كادقلي لا يُعد مجرد حادثة نهب، بل هجمة سياسية واقتصادية منظمة. وإذا لم تقابلها الحكومة الولائية والاتحادية بردّ صارم وميداني، فإن تداعياتها قد تفتح الباب أمام موجة جديدة من الفوضى، تهدد آخر ما تبقى من صمود هذه المدينة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى