مفضّل.. درع الاستخبارات في المعركة
الخرطوم – النورس نيوز
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو
في معركة الكرامة الوطنية التي يخوضها السودان ضد ميليشيا الدعم السريع المتمردة، برز الفريق أول أمن أحمد إبراهيم مُفضّل، مدير جهاز الأمن والمخابرات العامة، كأحد أبرز أعمدة الثبات والصلابة الاستخباراتية، حيث شكّل وجوده على رأس الجهاز الأمني نقطة ارتكاز رئيسية في تماسك الدولة، وفي صدّ التحديات الأمنية الداخلية والخارجية.
منذ تعيينه في نوفمبر 2021 خلفًا للفريق أول جمال عبد الحميد، واجه الفريق مُفضّل تحديات جسيمة، في توقيت حرج كانت فيه محاولات تفكيك الأجهزة الأمنية على أشدّها، خاصة عقب تجميد “هيئة العمليات”، الذراع الضاربة للجهاز. غير أن بصمات مفضّل ظهرت سريعًا، بعد أن أعاد تفعيل الهيئة، ودمجها ضمن منظومة المواجهة العسكرية، لتصبح اليوم أحد أذرع القتال والاستخبارات الميدانية التي تُرهب المتمردين وتُسهم في تحقيق الضربات الاستباقية.
استخبارات مهنية.. وتحرك فعّال
الفريق مفضّل قاد جهاز الأمن بحنكة وهدوء، واستطاع أن يُعيد الثقة للجهاز وسط محاولات التشكيك والتخوين التي طالته خلال مرحلة “القحت”، حين سعت جهات خارجية وداخلية لإبعاده عن المشهد. غير أن الأحداث أثبتت أن بقاء الجهاز بقيادته كان ضروريًا، إذ باتت “هيئة العمليات” التابعة له تشارك في الجبهات القتالية، فيما عملت الوحدات الاستخباراتية التابعة للجهاز على تفكيك خلايا نائمة، وضبط شبكات تجسس تابعة للمليشيا، وأخرى تعمل لصالح أجندات دولية.
وقد أكد مفضّل في أكثر من مناسبة أن الجهاز ظل يعمل باحترافية عالية في كشف المخططات، ومحاربة الجريمة المنظمة والعابرة للحدود، ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى جمع وتحليل المعلومات الاستراتيجية وتقديمها لصانع القرار الأمني والسياسي.
تعديل القانون.. واستعادة الهيبة
في مارس 2024، جرى تعديل قانون جهاز الأمن والمخابرات، وهو ما مثّل نقطة تحول كبرى في مسار الجهاز، حيث أعادت التعديلات صلاحيات مهمة لعناصره، بما في ذلك سلطة الاعتقال والتفتيش، ومنحت أفراده والمتعاونين معهم حصانة قانونية لا تُرفع إلا بموافقة شخصية من المدير العام. هذه التعديلات حرّرت الجهاز من كثير من القيود القانونية والإجرائية التي كانت تُقعده، ومكّنته من التحرك بحرية وفاعلية على الأرض، ما جعله أكثر مرونة في ملاحقة الخطر الأمني، سواء داخل المدن أو في الجبهات.
دبلوماسية الأمن.. واختراقات خارجية
لم يكتفِ الفريق مُفضّل بالإصلاحات الداخلية، بل سعى لتفعيل “دبلوماسية الأمن”، حيث عمل على إعادة تموضع الجهاز في الخارطة الإقليمية والدولية، من خلال بناء شراكات أمنية وتبادل المعلومات مع أجهزة استخبارات عربية وأفريقية، وخاصة مع دول الجوار. هذا الانفتاح الأمني قلّل من مساحة المناورة التي كانت تعتمد عليها ميليشيا الدعم السريع في تحركاتها ومحاولاتها لتأمين ممرات خلفية أو الحصول على دعم خارجي.
العين الساهرة.. في الداخل
على الصعيد الداخلي، عمل جهاز الأمن بقيادة مُفضّل على إفشال عدد من المخططات التخريبية التي استهدفت المؤسسات الحيوية والنسيج المجتمعي، كما تمكّن من فضح ارتباطات استخباراتية بين ميليشيا الدعم السريع وبعض الدوائر الخارجية، وقدم معلومات موثقة عن نشاط تلك الميليشيات داخل الأحياء السكنية، مما ساعد في تنفيذ عمليات نوعية دقيقة من قبل القوات النظامية.
شهادة محللين وخبراء
الكاتب الصحفي علي منصور، يرى أن الفريق مُفضّل أحدث طفرة داخل الجهاز، وأعاد تفعيل وحدات التحليل والتقدير الاستراتيجي التي كانت معطّلة، مشيرًا إلى أن تلك الخطوة ساعدت في إعادة الجهاز إلى مركز التأثير ضمن دوائر القرار الوطني. كما أشاد مراقبون بالدور النوعي الذي قامت به هيئة العمليات التابعة للجهاز، والتي شكلت رأس رمح في العديد من المعارك التي جرت في العاصمة وبعض ولايات دارفور وكردفان.
نموذج القائد المتوازن
برأي كثير من المحللين، فإن الفريق مُفضّل جسّد نموذج القائد الذي يجمع بين الحنكة الاستخباراتية والتخطيط الاستراتيجي، فضلاً عن التوازن في إدارة جهاز أمن كان على شفا التفكيك، وتحويله إلى ذراع مركزية في معركة الكرامة التي تخوضها القوات المسلحة ضد الميليشيا. فبينما تواجه الدولة تحديًا وجوديًا عسكريًا، يخوض الجهاز بقيادة مفضّل معركة لا تقل خطورة، وهي معركة حماية العمق الوطني وتحصين الجبهة الداخلية.
ختامًا
لقد أثبت الفريق أول أمن أحمد إبراهيم مُفضّل أنه ليس مجرد إداري أمني، بل هو رأس الرمح في معركة الأمن القومي، وسدٌّ منيع في وجه المؤامرات الخارجية والاختراقات الداخلية. فوجوده على رأس جهاز الأمن، أسهم في توازن المنظومة الأمنية والاستخباراتية، وأعاد للسودان قوة الرصد والتعقب والكشف المبكر، وهي كلها عناصر حاسمة في معركة لا تُحسم بالسلاح وحده، بل تحتاج لرجال ظل يقفون بثبات ويعملون بصمت، أمثال الفريق مُفضّل.









