
الفاشر توجه رسالة قوية إلى جبريل ومناوي
النورس نيوز – 26 يونيو 2025 وسط مشهد إنساني بالغ القسوة في مدينة الفاشر التي تعيش تحت الحصار، أطلقت لجان مقاومة الفاشر نداءً غاضبًا ومباشرًا، وُصف بأنه من أشد الرسائل اللهجية التي وُجّهت إلى قيادات الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا، وتحديدًا مني أركو مناوي وجبريل إبراهيم. الرسالة التي جاءت في بيان رسمي، حمّلت القيادات السياسية مسؤولية مباشرة عن تفاقم الكارثة الإنسانية في المدينة، داعيةً إلى تحرّك عملي عاجل بدلاً من الانشغال بالمناورات السياسية والبحث عن مكاسب سلطوية، بينما يواجه المواطنون خطر الإبادة في صمت مروّع.
البيان الذي حمل عبارات حادة وغير معتادة من قوى المقاومة المحلية، أكد أن المعركة الحقيقية اليوم ليست من أجل الكراسي أو التمثيل في مؤسسات السلطة، بل هي معركة حياة أو موت، معركة من أجل كرامة الناس وأمنهم وبقائهم، في ظل استمرار الحصار ونفاد الإمدادات الغذائية والدوائية. “لا نريد من يتحدث باسمنا في مؤتمرات السلام، نريد من ينزل معنا إلى الخنادق، من يملك الشجاعة الأخلاقية لينحاز إلى الجوعى والمرضى والمشردين”، تقول اللجان في بيانها.
وفي سياقٍ أكثر تصعيدًا، شددت لجان المقاومة على أن ما يُطرح من ترتيبات سياسية أو مشاورات حول تقاسم السلطة لا يعكس حجم الكارثة التي تحاصر مئات الآلاف من المدنيين. واعتبرت أن التركيز على تلك القضايا في هذا التوقيت هو “رفاه سياسي فج”، ولا يليق بمرحلة تُزهق فيها الأرواح وتُباد فيها قرى بأكملها دون أن يتحرك الضمير الوطني.
البيان وصف مدينة الفاشر بأنها “تُباد بصمت”، حيث يعاني سكانها من الجوع الحاد، وانتشار الأوبئة، وانعدام الرعاية الطبية، إضافة إلى تدهور البنية التحتية وانقطاع شبه كامل في سلاسل الإمداد، وسط صمت مطبق من القادة الذين اتُّهموا بالانفصال التام عن واقع الناس. كما طالبت اللجان هذه القيادات بالخروج من صمتهم واتخاذ مواقف جريئة تنحاز بوضوح للشعب، حتى لو تطلب ذلك كسر تحالفاتهم أو الخروج من مناطق الراحة السياسية.











