*عمود : حد القول*
*بقلم : حسن السر احمد*
الإمارات تقتل أطفال السودان
*مجزرة كالوقي وصمت الإعلام: حين يُقتل الأطفال مرتين*
في صباحٍ دامٍ بمدينة كالوقي بشرق جنوب كردفان، ارتُكبت جريمة بشعة هزّت الضمير الإنساني، لكنها لم تهزّ شاشات الإعلام. أطفال في عمر الزهور كانوا يستعدون للاحتفال بتخرجهم في روضة صغيرة، فإذا بالصواريخ مليشيات الدعم السريع الجنجويد الإرهابية تنهال عليهم،بدعم من دويلة الشر والعدوان الإمارات، لتتحول لحظة الفرح إلى مأساة جماعية. عشرات الأرواح البريئة أُزهقت، وأمهات هرعن إلى المكان ليجدن أجساد فلذات أكبادهن متناثرة في العراء.
لكن الجريمة لم تقف عند هذا الحد؛ فقد عادت الطائرات المسيّرة لتستهدف الأهالي الذين تجمعوا حول الضحايا، مضيفةً قتلى وجرحى جدداً إلى قائمة طويلة من المآسي. ومع غروب الشمس، كان عدد الشهداء والمصابين والمفقودين يتزايد، فيما بقيت المدينة الصغيرة تغرق في الحزن والذهول.
صمت الإعلام… جريمة ثانية
المجزرة الأولى ارتُكبت بالصواريخ، أما الثانية فارتكبها الصمت. الإعلام الإقليمي والدولي انصرف عن هذه الفاجعة، وكأن دماء الأطفال لا تستحق أن تكون خبراً عاجلاً أو صورة على الشاشات. هذا الصمت يطرح أسئلة مؤلمة:
– لماذا تُغيب مثل هذه الأحداث عن التغطية الإعلامية؟
– هل هناك انتقائية في قيمة الدماء، حيث تُغطى بعض المآسي وتُهمل أخرى؟
– أليس من واجب الإعلام أن يكون صوت الضحايا، لا شريكاً في تغييبهم؟
البعد الإنساني والسياسي
المجزرة ليست مجرد حدث محلي، بل هي جرح في الضمير العالمي. حين يُقتل الأطفال، فإن الإنسانية كلها تُستهدف. وحين يصمت الإعلام، فإن الجريمة تُرتكب مرتين: مرة بالسلاح، ومرة بالتجاهل.
إن استمرار مثل هذه الانتهاكات في مناطق الحرب ، مع غياب التغطية الإعلامية، يفتح الباب أمام مزيد من الجرائم، ويُشجع مرتكبيها على الإفلات من العقاب. الإعلام ليس مجرد ناقل للأخبار، بل هو أداة ضغط ومساءلة، وغيابه يعني غياب العدالة.
نداء إلى الضمير
السودان ينادي أبناءه، والعالم كله مدعو لأن يسمع. إن دماء الأطفال ليست أرقاماً تُسجل في تقارير، بل هي حياة أُزهقت، وأحلام أُطفئت، ومستقبل سُرق. الصمت لم يعد خياراً، بل صار تواطؤاً.
كسرة
حسبنا الله ونعم الوكيل
لنا في الله ظنا لن يخيب
اللهم عليك بالدعم السريع ودويلة الإمارات











