حديث الساعة
بقلم :إلهام سالم منصور
حكومة الأمل بين الوعود والواقع: هل ينجح كامل إدريس في إعادة الثقة للشعب السوداني؟
منذ إعلان حكومة الأمل برئاسة البروفيسور كامل إدريس، أُثيرت توقعات كبيرة حول قدرة الفريق الحكومي على تجاوز مشكلات الجهوية والعنصرية، ومنح المرأة والشباب مكانتهم المستحقة في إدارة الدولة. غير أن الممارسة العملية خلال الأشهر الثلاثة الأولى كشفت عن واقع مختلف، حيث بدت بعض الوعود وكأنها شعارات لم تتحول إلى خطوات عملية على الأرض.
وصف مراقبون تأخر تكوين الحكومة بأنه “بطء مربك”، إذ ظهرت بعض الوزارات تدريجياً، فيما عاد عدد من المسؤولين القدامى لإعادة إنتاج نفس العقلية التي عرقلت التنمية منذ استقلال السودان، بينما ظل جيل الشباب المؤهل ينتظر فرصته لتقديم أفكار مبتكرة وتحريك عجلة التنمية. وتشير التقديرات إلى أن وجود كبار السن في المناصب القيادية، مع اعتراف بعضهم بصعوبة التكيف مع الواقع الراهن، ساهم في تأجيل تنفيذ المشاريع الحيوية.
زاد الوضع تعقيداً غياب ناطق رسمي للحكومة، وظهور حالات إسكات لبعض الأصوات الوطنية، كما حدث مع الدكتورة منى، التي تمت إقالتها رغم دفاعها عن السودان في المحافل الدولية، وسط إطلاق شائعات عن فسادها دون تقديم أي دليل ملموس.
كما يشير خبراء سياسيون إلى أن الإعلام أصبح عاجزاً عن أداء دوره الرقابي، وتحول بعضه إلى مساحة لتحليلات سطحية أحياناً، بدلاً من كشف الحقائق ومتابعة الفساد والممارسات الخاطئة التي تؤثر على الدولة والشعب. ويرون أن الحكومة الحالية أمام اختبار حقيقي لإثبات كفاءتها، من خلال تحريك وزارات الإنتاج واستغلال الموارد الطبيعية، ومكافحة تهريب الذهب، وإعطاء مساحة حقيقية للشباب والخبراء والمخترعين.

ويختم مراقبون تحليلاتهم بالقول إن حكومة الأمل إما أن تُعيد الثقة للشعب السوداني، أو تُسجّل في التاريخ كحكومة شعارات بلا مضمون، في وقت يحتاج فيه الوطن إلى قيادة قوية، قرارات حازمة، ورؤية واضحة لتحويل الموارد والثروات إلى مشاريع تنموية ملموسة.











