مقالات

تحليل: توازنات معقدة وحروب بالوكالة.. قراءة في خلفيات التحركات السعودية والأمريكية تجاه أزمة السودان

النورس نيوز

تحليل: توازنات معقدة وحروب بالوكالة.. قراءة في خلفيات التحركات السعودية والأمريكية تجاه أزمة السودان

بقلم: عثمان العطا – النورس نيوز

لم يكن الرأي العام السوداني بحاجة إلى وقت طويل ليفهم خلفيات التوصية التي صدرت من القيادة السعودية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن التعاطي مع أزمة الحرب في السودان. فالمعطيات الإقليمية تشير بوضوح إلى أن المنطقة تتجه نحو إعادة توزيع أدوار الحلفاء ضمن مسرح واحد تتداخل فيه المصالح والصراعات بصورة مباشرة.

 

 

 

حرب بالوكالة على حدود اليمن

تشير المعلومات إلى أن المملكة العربية السعودية تستعد لدعم حرب بالوكالة عن الولايات المتحدة في اليمن، عبر دعم قوات المجلس الانتقالي الجنوبي التي أعلنت سيطرتها على مناطق في وادي حضرموت.
ورغم أن المشهد يبدو مختلفاً على السطح، إلا أن جوهره يشبه – إلى حد كبير – الدور الذي تقوم به الإمارات داخل السودان عبر دعم مليشيا التمرد، مع اختلاف في زاوية التموضع وتوزيع الأدوار بما يخدم مصالح كل طرف.

 

 

 

سبعة آلاف جندي سوداني في مهمة حساسة

تتم معظم تلك التحركات عبر الحدود اليمنية – السعودية التي ينتشر فيها ما يقارب 7 آلاف جندي سوداني من مختلف الرتب، وهو رقم أعاد إلى الواجهة أسئلة بالغة الحساسية بعد اندلاع حرب أبريل 2023، من أهمها:
لماذا يُبقي السودان هذا العدد من قواته في مهمة خارجية بينما يخوض معركة مصيرية داخل أراضيه؟

وتشير تقديرات مراقبين إلى أن بقاء هذه القوة يعود إلى العوائد المالية الكبيرة التي تحققها للدولة والجيش وأسر الجنود، ما يجعل سحبها قراراً معقداً في ظل الأزمة الراهنة.

 

 

 

 

قوات دعم سريع في اليمن قبل التمرد

وبالتوازي، لا تزال السعودية تحتفظ بعدد أقل من عناصر الدعم السريع الذين كانوا يشاركون قبل التمرد في مهام على الحدود. عاد جزء منهم لاحقاً للمشاركة في القتال ضد الدولة السودانية، بينما بقي آخرون في المملكة، حيث يُنظر لبعض تحركاتهم باعتبارها محاولة لاستفزاز الرأي العام السوداني، خاصة ظهور بعضهم بالقرب من المشاعر المقدسة.

كما يُرجّح أن احتفاظ المتمرد حميّدتي ببعض عناصره هناك مرتبط بمحاولة تأمين مصادر تمويل أو الإبقاء على العناصر الأكثر خبرة بعيداً عن العمليات القتالية الحالية.

 

 

 

أين يقف ترامب؟

وفق تقديرات المحللين، سيكون تدخل الرئيس ترامب – في حال وقوعه – تدخلاً محدوداً وموجهاً، يراعي فقط مصالح التحالف الأمريكي مع كل من السعودية والإمارات. فالوضع في البحر الأحمر لا يحتمل حربين في وقت واحد، ما يجعل إيقاف أحد خطوط الاشتعال ضرورة استراتيجية.

وبهذا المنطق، قد يتجه ترامب إلى الضغط من أجل وقف الإمداد الإماراتي للمليشيا في السودان، دون أن يعني ذلك توقف القتال بالكامل، بل تحوّل الدعم السريع إلى مجرد حركة تمرّد تحاول البحث عن معادلة بقاء داخل المجتمع.

 

 

 

نحو مواجهة جديدة في اليمن

وفي مسرح آخر من الإقليم، يُتوقّع أن تشهد اليمن مواجهة مباشرة بين الحوثيين وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي بدعم سعودي–أمريكي، في خطوة تهدف إلى إضعاف الحوثيين وإنهاء النفوذ الإيراني في مضيق باب المندب، بما يحقق تأميناً إضافياً لحركة الملاحة باتجاه البحر الأحمر ومصر.

تحليل: توازنات معقدة وحروب بالوكالة.. قراءة في خلفيات التحركات السعودية والأمريكية تجاه أزمة السودان

انتقال بؤرة الصراع داخل الشرق الأوسط

التحولات الإقليمية الراهنة قد تعني انتقال مركز الحرب من نقطة إلى أخرى داخل الشرق الأوسط، بعيداً عن أوروبا وأمريكا، ضمن إعادة هندسة شاملة لمعادلات النفوذ والتأثير في المنطقة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى