سد النهضة يكتب فصل جديد في أزمة مياه النيل
متابعات – النورس نيوز – بدأت إثيوبيا تشغيل بعض التوربينات العلوية لسد النهضة، ما أدى إلى تدفق المياه نحو مصر، وهو ما يثير قلق الخبراء المصريين حول الأمن المائي.
وأكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، أن إيراد النيل الأزرق يتراوح حالياً بين 100 و200 مليون متر مكعب يومياً، وفق قياسات وزارة الزراعة والري السودانية عند محطة الديم على الحدود مع إثيوبيا. وأضاف أن معدل الوارد من بحيرة تانا والأمطار الخفيفة نحو 70 مليون متر مكعب يومياً، بينما يأتي الباقي من مخزون البحيرة المرتفع، مشيراً إلى أن المنصرف من سد مروي يبلغ حوالي 350 مليون متر مكعب يومياً، ما ينعكس على تدفق المياه نحو السد العالي الذي يعمل بأعلى كفاءة في التخزين والتصريف.
من جانبه، وصف الدكتور محمد نصر علام، وزير الري المصري الأسبق، الوضع المائي في مصر بأنه “شديد الصعوبة”، مشدداً على ضرورة الحفاظ على الموارد المائية وإدارة المخزون بكفاءة، بما يشمل إنشاء منشآت جديدة وصيانة الترع والمصارف، وتنظيم استخدام المياه الجوفية وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي والصحي والصناعي دون الإضرار بالبيئة. وأضاف علام أن نصيب الفرد من المياه في مصر يبلغ نحو 500 متر مكعب سنوياً، نصف حد الفقر المائي للبنك الدولي، وهو ما يؤثر سلباً على الإنتاج الغذائي ويزيد فجوة الغذاء إلى أكثر من مليار دولار سنوياً.
وتستمر الخلافات بين القاهرة وأديس أبابا بعد إعلان إثيوبيا افتتاح سد النهضة في سبتمبر الماضي، حيث تقدمت مصر بشكوى لمجلس الأمن بشأن التصرفات الأحادية لإثيوبيا، فيما ردت الأخيرة بشكوى مماثلة اتهمت فيها مصر بمحاولة عرقلة المفاوضات وزعزعة الاستقرار. وتتمسك مصر والسودان بالتوصل لاتفاق قانوني ملزم حول تشغيل وإدارة السد، بينما تعتبر إثيوبيا ذلك تدخلاً في سيادتها.
