
الخيانة لا وطن لها
بقلم.. مهند عباس العالم
النورس نيوز _ في زمن المحن، تُختبر المعادن وتنكشف الوجوه، وتُفرز الصفوف بين من نذروا أنفسهم دفاعًا عن تراب الوطن ومن باعوا ضمائرهم في سوق المساومات الرخيصة. فها نحن نرى اليوم فئة ضالة، اختارت أن تدير ظهرها لقواتها المسلحة الباسلة، لتعمل خلسة وتحت ظلال الخيانة مع مليشيا الدعم السريع، في مشهد يندى له جبين كل وطني حر.
الخيانة ليست مجرد فعل عابر، بل جريمة في حق الأرض والإنسان والتاريخ. فالجيش السوداني، الذي حمى السودان لعقود طويلة، لا يستحق من بعض أبنائه أن يغدروا به أو يطعنوه في ظهره. ومن يقف اليوم في صفوف العدو، ينسى أن دماء الشهداء التي روت تراب هذا الوطن لم تجف بعد، وأن كل حبة تراب سودانية مقدسة، لا تطؤها إلا أقدام الأوفياء.
لقد قال الشاعر في وصف الخائنين:
إن التي قد أرضعتك حليبها
قد ألقمتك مع الحليب شعيرا
لو أنها حبلت بكلبٍ أجربٍ
نجسٍ لكان أعزّ منك أميراً
وأنذلُ منك لم ترَ قطّ عينا
وأقذر منك لم تلدِ النساءُ
خُلقتَ مجرّداً من كلّ دينٍ
فمنهجك الخيانةُ والرّياءُ
رضعتَ الحقدَ من ثديٍ دنيءٍ
فلا خُلقَ لديكَ ولا انتماءُ
كلمات تنفذ إلى القلب كما الرصاص، تصف تمامًا من باعوا أوطانهم بثمن بخس، ومن جعلوا ولاءهم للمال لا للوطن، وللعصابات لا للمؤسسة التي صانت كرامتهم وأمّنت مستقبلهم.
لكن، ورغم كل هذا، فإن الجيش السوداني يظلّ ثابتًا كالطود الراسخ، لا تهزه الخيانات ولا تنال منه حملات التضليل. فالإيمان بالوطن لا يُشترى، والولاء لا يُباع، والعقيدة العسكرية التي تربّى عليها جنود القوات المسلحة تقوم على مبدأ واحد لا يتبدّل: الدفاع عن السودان حتى آخر رمق.
لقد تعلّم السودانيون عبر تاريخهم أن الخائن لا مكان له في ذاكرة الشرف، وأن من يتعاون مع عدوّ وطنه إنما يحكم على نفسه بالعزلة والعار الأبدي. فالجيش الذي حمل راية الوطن في أحلك الظروف، لا يمكن أن يُخذل من قلة مأجورة باعت نفسها لأعداء الشعب.
إن القوات المسلحة السودانية ليست مجرد جيش، بل هي رمز للعزة الوطنية، وجدار الصمود الأول في وجه الانهيار والفوضى. ومن يقف في صفها اليوم، إنما يقف في صف التاريخ، والكرامة، والإرادة الحرة التي لا تنكسر.
أما الذين خانوا، فسيبقى ذكرهم لعنة تتردد عبر الأجيال، وسيُكتب في صفحات الخزي أنهم انقلبوا على ترابهم وأهلهم ودمائهم. فالوطن لا يغفر لمن غدر، والتاريخ لا يرحم من خان.
إننا، ونحن نتابع ما يجري، نؤمن أن النصر حليف من صبر وثبت، وأن الخونة إلى زوال، وأن راية السودان ستبقى مرفوعة بعزيمة جنود الجيش الذين لم يعرفوا الهزيمة يوماً، وبإرادة شعبٍ صامدٍ لا يُخدع بالدعايات ولا تُثنيه الحرب النفسية.
نقولها بثقة لا تهتز:
مهما تكاثرت الغرف المأجورة والأصوات الزائفة، سيبقى الجيش السوداني هو الدرع الحصين والرأي الرزين، وصوت الوطن الصادق الذي لا يخون. ومن خان اليوم، فالتاريخ سيحكم عليه غدًا، والسودان ماضٍ بثبات نحو النصر والكرامة، بجيشه، وشعبه، ووعيه الذي لا يُخترق.











