حقيقة انسحاب مقاتلي الماهرية من الفاشر وتداعياته السياسية
الفاشر – النورس نيوز – كشف مصدر مطلع عن توجيهات أصدرها عبد الرحيم دقلو، القائد الثاني لميليشيا الدعم السريع، بسحب جميع المقاتلين المنتمين إلى قبيلة الماهرية من مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، مشيراً إلى “خطورة الوضع الميداني” مع استمرار المعارك العنيفة هناك. وأوضح دقلو أن القوات سيعاد انتشارها في مدينة نيالا، في خطوة تعكس تحولاً في الخطط الميدانية للمليشيا.
ويأتي هذا القرار بالتزامن مع تصاعد اعتماد الدعم السريع على مرتزقة أجانب، من بينهم عناصر كولومبية وأفارقة آخرون، بالإضافة إلى مجندين تم استقطابهم قسرياً لتعويض النقص في القوى البشرية على جبهة الفاشر.
ويرى مراقبون أن انسحاب مقاتلي الماهرية يعكس حالة إنهاك تواجهها المليشيا في مواجهة القوات المسلحة السودانية، فضلاً عن صعوبات في تجنيد عناصر محلية وتراجع الحاضنة الاجتماعية في بعض المناطق.
وتشهد مدينة الفاشر منذ أسابيع تصاعداً في حدة القتال، مصحوباً بتدهور إنساني واسع ونزوح مئات الأسر، وسط تحذيرات منظمات محلية ودولية من امتداد رقعة النزاع إلى مناطق أخرى في ولاية شمال دارفور.
ويثير تواجد المرتزقة الأجانب في الصراع السوداني إدانات إقليمية ودولية متزايدة، مع دعوات لإحالة الملف إلى مجلس الأمن وفتح تحقيقات حول التدخلات الخارجية، وسط تحذيرات خبراء من أن استمرار مشاركة أطراف غير سودانية قد يعقد جهود التوصل إلى تسوية سياسية لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.
