وسط الأزمات والتحديات.. لماذا اختار كامل إدريس هذه الدولة لزيارته الأولى؟
متابعات- النورس نيوز
وسط الأزمات والتحديات.. لماذا اختار كامل إدريس هذه الدولة لزيارته الأولى؟
متابعات – النورس نيوز
في خطوة تحمل أبعادًا سياسية وإستراتيجية، يعتزم رئيس الوزراء السوداني د. كامل إدريس التوجه إلى العاصمة المصرية القاهرة يوم الإثنين المقبل، في أول زيارة خارجية له منذ توليه المنصب في مايو الماضي وتشكيل “حكومة الأمل”. ويرافقه في الزيارة وفد رسمي يضم وزير الدولة بالخارجية السفير عمر صديق.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارة المرتقبة تأتي في أعقاب أشهر من التحديات التي واجهها كامل إدريس أثناء تشكيل حكومته، لا سيما بسبب تمسكه بإبعاد ممثلي الحركات المسلحة عن الوزارات السيادية مثل المالية والمعادن، الأمر الذي فاقم التوترات السياسية وكاد أن يُشعل صراعاً داخل مكونات الحكومة، لولا تدخل رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان في اللحظات الحاسمة.
ونجد أن الزيارة تحمل دلالة واضحة على متانة العلاقات السودانية المصرية، خاصة أن القاهرة تُعد الداعم الأبرز لبقاء الجيش السوداني ومؤسسات الدولة، في ظل ما تعتبره محاولات خارجية لتفكيكها. وتُشكل القاهرة حائط صد إقليمي في مواجهة سيناريوهات التقسيم والتفتيت، في وقت تتصاعد فيه التحركات الإقليمية والدولية لإعادة تشكيل موازين القوى في القرن الأفريقي.
وتتزامن زيارة إدريس مع وجود أعداد ضخمة من السودانيين بمصر، من لاجئين وطلاب وأسر، هربوا من أتون الحرب. ما يضع على طاولة المباحثات ملفات إنسانية حساسة تتعلق بتسهيل عودة الراغبين منهم ضمن مبادرات للعودة الطوعية بدعم من منظومة الصناعات الدفاعية والسلطات المصرية.
وتُعتبر الزيارة بمثابة رسالة دعم متبادل بين البلدين في مواجهة مخاطر جيوسياسية تشمل النزاع في حوض النيل، وتصاعد التوتر في البحر الأحمر، فضلًا عن التحديات المرتبطة بالقضية الفلسطينية والعلاقات مع إسرائيل، بما يجعل التنسيق المصري–السوداني ضرورة لا ترفاً.
