أخبار

هالة غريبة في سماء بورتسودان.. هل يقترب الخطر المناخي؟

متابعات _ النورس نيوز

هالة غريبة في سماء بورتسودان.. هل يقترب الخطر المناخي؟

متابعات _ النورس نيوز _ شهدت مدينة بورتسودان خلال الأيام الماضية أوضاعًا مناخية استثنائية أقل ما توصف به أنها قاسية وغير مسبوقة، بعد أن سجلت درجات حرارة مرتفعة تسببت في أكثر من خمسين حالة إصابة بضربات شمس، وسط انقطاع تام للكهرباء ألقى بظلاله الثقيلة على حياة السكان. وبينما كانت المدينة تترنح تحت وطأة الحر اللاهب، أطلّ أملٌ مؤقت بانفراج طقسي، بحسب ما أكده الراصد الجوي المنذر أحمد الحاج، الذي طمأن المواطنين بأن الموجة الحارة ستنحسر تدريجيًا، ولن تعود مجددًا إلا في عام 2026، وفق المؤشرات المناخية الحالية.

لكن المفاجآت لم تتوقف عند حدود الحرارة الشديدة. ففي مشهد نادر، ظهرت حلقة ملونة حول الشمس عُرفت بالهالة الشمسية، أثارت تساؤلات واسعة بين المواطنين. ووفقًا لتفسير الحاج، فإن هذه الظاهرة الجوية مرتبطة بارتفاع نسبة بخار الماء في الطبقات المنخفضة من الغلاف الجوي، وهي مقدمة لاحتمال حدوث حالة من عدم الاستقرار الجوي، تتضمن سحبًا وأمطارًا وانخفاضًا في درجات الحرارة.

وفي الوقت ذاته، أطلقت الهيئة العامة للأرصاد الجوية إنذارًا برتقاليًا، في دلالة على خطورة عالية، مع توقعات بهطول أمطار متوسطة إلى غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية في مناطق عدة، أبرزها شرق وجنوب القضارف، وأجزاء من ولايات كردفان ودارفور. هذه التطورات دفعت الجهات المختصة إلى إصدار تحذيرات عاجلة للمواطنين، حثّت فيها على تجنب الأودية والمناطق المنخفضة، وعدم المجازفة بعبور مجاري المياه، بالإضافة إلى نصائح تتعلق بقيادة المركبات وتخزين المواد الغذائية والأدوية استعدادًا لأي طارئ.

وسط هذه الأجواء المتقلبة، برز اسم مركز ضربات الشمس في بورتسودان بقيادة الدكتور محمد مصطفى كاظم، كواحد من أبرز الخطوط الدفاعية في وجه الأزمة الصحية الطارئة. فقد استطاع الفريق الطبي بالمركز أن يعالج جميع المصابين بضربات الشمس، بجهد يُحسب له، رغم النقص الحاد في الإمدادات والمستلزمات الطبية. ودعا ناشطون ومواطنون إلى دعم المركز ماديًا وعينيًا، بتوفير المياه والعصائر والوجبات والوقود، لضمان استمراره في أداء مهمته الإنسانية وسط ظروف شديدة القسوة.

المشهد في بورتسودان بات يحمل إشارات متناقضة بين تفاؤل حذر بانفراج حراري، ومخاوف من عاصفة مناخية قد تكون في الأفق. وبين هالة الشمس الغريبة والإنذارات البرتقالية، يقف المواطن في الواجهة، متسلحًا بالأمل، ومدعومًا بمراكز صحية تكافح بكل ما أوتيت من جهد. فهل تنجح المدينة في تجاوز هذا الاختبار المناخي الصعب؟ الأيام القادمة ستحمل الجواب.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى