أخبار

أفورقي يمنح الضوء الأخضر.. اتفاق مفاجئ لتدريب 50 ألف مقاتل من السودان

متابعات _ النورس نيوز

أفورقي يمنح الضوء الأخضر.. اتفاق مفاجئ لتدريب 50 ألف مقاتل من السودان

بورتسودان – النورس نيوز
في خطوة وُصفت بالمفصلية، كشفت مصادر مطلعة عن موافقة الرئيس الإريتري أسياس أفورقي على طلب تقدّم به محمد سيد أحمد سرالختم “الجكومي”، رئيس كيان الشمال ومسار الشمال في اتفاق جوبا لسلام السودان، يقضي بتدريب 50 ألف مقاتل من ولايتي الشمالية ونهر النيل، في معسكرات عسكرية داخل الأراضي الإريترية.

وأكدت ذات المصادر أن الاتفاق جرى بعد مشاورات مباشرة بين الطرفين، شملت ترتيبات فنية وأمنية مشتركة، حيث عبّر أفورقي عن ترحيبه الكامل بمقترح الجكومي، على خلفية ما وصفه الطرفان بـ”المهددات المتزايدة على الإقليم الشمالي في ظل حالة السيولة الأمنية التي تمر بها البلاد”.

 

 

بدوره، أقر الجكومي علنًا بالترتيب لتدريب دفعات متلاحقة من الشباب والكوادر المؤهلة من أبناء الإقليم الشمالي، مشيرًا إلى أن الهدف من هذا البرنامج ليس التصعيد العسكري، وإنما تأمين مناطق الشمال الاستراتيجية من أية تهديدات أمنية أو فوضى مسلحة.

وأوضح الجكومي أنه يستعد خلال الأيام المقبلة لقيادة وفد رفيع من قيادات شمالية، من بينهم رموز أهلية وسياسية من ولايتي الشمالية ونهر النيل، في زيارة رسمية إلى العاصمة الإريترية أسمرا، حيث من المقرر مناقشة التفاصيل الدقيقة المتعلقة ببرنامج التدريب، إلى جانب آفاق التعاون السياسي والاجتماعي بين كيان الشمال والحكومة الإريترية.

 

دلالات استراتيجية

ويأتي هذا التطور وسط تصاعد لافت في النشاطات العسكرية والسياسية داخل السودان، حيث تسعى قوى محلية وجهوية لتنظيم صفوفها استجابة لمعادلات القوة الجديدة التي فرضتها الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لا سيما في مناطق الهشاشة الأمنية التي ظلت بعيدة نسبياً عن ساحات المواجهة المباشرة.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تُحدث تحولاً جوهرياً في توازنات القوى على مستوى الإقليم الشمالي، خاصة إذا ما تم تنفيذ برنامج التدريب بالكامل، مما قد يضع كيان الشمال في موقع قوة تفاوضية أعلى ضمن أي ترتيبات قادمة لإعادة تشكيل السلطة في السودان.

 

 

قلق وتحذيرات

في المقابل، أثارت الخطوة موجة من التساؤلات داخل الأوساط السياسية السودانية، لا سيما حول مدى تأثير هذا التحرك على اتفاق جوبا للسلام، وعلى العلاقة مع دول الجوار، وسط مخاوف من أن يؤدي عسكرة الكيانات المحلية إلى تعميق حالة الانقسام وفتح جبهات جديدة داخل السودان.

 

 

وتُعد إريتريا، الدولة الواقعة شرق السودان، ذات حضور عسكري معتبر في الإقليم، ويُعرف عنها احتضانها لمعسكرات تدريب متطورة ذات طابع أيديولوجي وانضباطي، ما يعزز فرضية أن تتجه هذه الدفعات نحو تأهيل عسكري صارم.

ختاماً، يبقى المشهد مفتوحاً على سيناريوهات متعددة، في ظل الغموض الذي يكتنف طبيعة التنسيق بين الجكومي وأفورقي، ومدى استعداد الحكومة السودانية للتعامل مع كيانات إقليمية تعيد ترتيب أوراقها عبر بوابات خارجية، في ظل غياب الدولة المركزية.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى