*أسامه عبد الماجد يكتب:*
*(الدفاع) و(الداخلية).. (10) ملاحظات*
0 أولاً: مجلس السيادة بشقه العسكري مطالب بتقديم تفسير – ومؤكد ليس علناً – عن تأخره في تقديم مرشحيه الفريق ركن حسن داؤود كبرون وزيراً للدفاع، والفريق شرطة بابكر سمرة مصطفى وزيراً للداخلية .. لجهة ان تعيين رئيس الوزراء كامل إدريس تم في 19 مايو الماضي وأدى القسم في 31 من الشهر ذاته طالما اعلنت التعيينات بالتجزئية.. كان يفترض رفع الحرج عن كامل وتسليمه الترشيحات عقب اداء القسم.. تباطؤ (السيادي العسكري) – كما درج في كثير من الملفات – “شوش” كثيراً علي كامل الذي ينبغي عليه ان يفطن لذلك ويسعى لتدارك الأمر.
0 ثانياً: واصلت القيادة تعزيزها الثقة في المؤسسة الشرطية بترشيحها وزير للداخلية من ابناء “البوليس”.. وهذة مسألة تستحق التقدير، بعكس الانقاذ التي ظلت تمنح الوزارة لمدنيين ومن شركائها امثال احمد بلال وبشارة ارور.. عدا حالة يتيمة وبعد نحو 27 عاماً عينت الفريق شرطة حامد منان في حكومة بكري حسن صالح في 2017.. ولكن اطيح به بعد عام واحد.
0 ثالثاً: بالمقابل هناك حالة قلق من القيادة تجاة الشرطة ووزارة الداخلية وعدم الاستقرار.. الفريق سمره هو الوزير السادس الذي تسنم الموقع منذ ذهاب الانقاذ.. (اللواء الطريفي إدريس اول وزير “حكومة حمدوك” سبتمبر 2019 / الفريق عز الدين الشيخ / الفريق اول عنان حامد / الفريق اول خالد حسان / الفريق خليل باشا سايرين).. وثلاثة منهم جمعوا بين منصب الوزير ومدير عام الشرطة (عز الدين، عنان وحسان).. وهذة التقلبات وكثرة التعيينات لا يضاهيها الا “الربكة” في الخارجية، سبعة وزراء منذ 2019، آخرهم عمر صديق، مع ملاحظة ان الوزارتين سياديتين.. وهذا يعني ان المشكل خارج اسوار الوزارتين.
0 رابعاً: واقع الحال يقول ان اختيار سمرة تم بعناية فائقه ولأهداف محددة.. بالتدقيق في سيرته الذاتية الحافلة عمل بجهاز الأمن الداخلي قبل الانقاذ، الشرطة الامنية، مدير الادارة العامة للمباحث المركزية، ونال دورتين مهمتين للغاية بالخارج تأمين السواحل “السعودية” ومكافحة الاتجار بالبشر “النمسا”.. مقارنه بسلفه سايرين.. ضابط جمارك مميز وخبير اممي ومؤهل اكاديمياً واستطاع باقتدار حفظ المسافة بينه ومدير الشرطة.. وبالمقابل فان التحدي أمام سمرة ان “عسكريته الزائده” وقلة جرعة البعد الخارجي فيه قد تدفعه لتركيز جهوده في أعمال الشرطة وهذة مهمة المدير العام خالد حسان الذي يقوم بعمل كبير في ظروف بالغة التعقيد.
0 خامساً: بالنسبة لوزارة الدفاع فقد شهدت استقراراً لا مثيل له.. وتعاقب عليها جنرالين فقط خلال الفترة الانتقاليه مثلها ووزارة الري.. الراحل الفريق ركن جمال عمر.. والفريق ياسين ابراهيم منذ يونيو 2020.. ويكاد يكون امضي اطول فترة مقارنة بكل الوزراء.. وقد ادى الدور المطوب منه على اكمل وجه، بعكس اراء ناقده له.. حال تمعنا الوزارة التي بدت عليها مسحة مدنية وفنيه بداية من اختيار ياسين (ضابط متقاعد).. وظهوره على الدوام بالزي المدني حتى خلال فترة الحرب.. ونقل الوزارة خارج القيادة العامة الى مباني وزارة النفط القديمة بشارع النيل بالخرطوم.
0 سادساً: تعيين الفريق كبرون وزيراً للدفاع.. وهو لايزال ضابط بالخدمة رغم انه مسؤول الشؤون المالية بالجيش يمكن اعتباره تحولاً في رؤية القيادة للوزارة.. واعتزامها تغيير سياساتها تجاهها.. لكن الدفع بوزير مُحاسب قد يكون لاحكام السيطرة على اموال الجيش ومزيد من ضبط عمليات الشراء والتعاقد للمهمات والسلاح.. خاصة مع تحلق رجال اعمال وسماسرة حول شخصيات عسكرية ذات صلة بهذة الملفات.
0 سابعاً: تسمية د. كامل لوزيرين فقط بعد اكثر من شهر على تعيينه.. مؤشر لوجود مشكلة في شخصه او الدائرة المحيطة به.. من الذكاء السياسي ان يكون حسم حتى الان امر بعض وزارات خاصة الفنية مثل البيئة و (الاتصالات والتحول الرقمي) ويستحسن تعيين ضابط مهندس من جهاز المخابرات مع تطور الامن السيبراني وماشاهدناه من حرب الكترونية بالغة التغقيد بين ايران وإسرائيل.
0 ثامناً: تعزز كثير من مجريات الاحداث من فرضية ضعف قراءة رئيس الوزراء ومعاونيه للمشهد.. اضاع كامل فرصة اثبات ان لا خلاف له او تباين في المواقف مع بقية مكونات شركاء اتفاق جوبا – نصيبهم (6) وزارات – فاذا استثنينا العدل والمساواة وحركة مناوي.. كان بالامكان تعيين وزيرين على الاقل ليشمل القرار الاول اربعة او خمسة وزراء بما فيهم كبرون وسمرة.
0 تاسعاً: حال جاءت تعيينات بقية الوزراء او الدفعة الثانية بذات الاختيارات الدقيقة لكبرون وسمرة.. فان المظهر العام لحكومة كامل قد يدعو للتفاؤل.. فتعيين وزيري الدفاع والداخلية لم يُخلّف اي علامات استفهام ولم يطرح تساؤلات استعصى توفير إجابات لها حول طريقة ومعايير عملية الاختيار.
0 عاشراً: طريقة اختيار كبرون وسمرة، تشير الى ان بصمة مجلس السيادة – وان شئنا الدقة – الرئيس البرهان ستكون واضحة في التشكيل الوزاري لحكومة كامل.. مالم يُبدع رئيس الوزراء في الاختيارات ويجعل التركيز ينصب علي البرامج التي ستنفذها حكومته.. لا علي الوزراء مثل الحديث بسطحية عن الفريق كبرون وانه كان يحمل البندقية في القيادة العامة خلال الحرب وكأنما التوقع حمله مضرب كرة طاولة.
الاربعاء 25 يونيو 2025
osaamaaa440@gmai .com









