
الوالي يتدخل …تحركات غير معتادة في النيل الأبيض
متابعات _ النورس نيوز _ في تحرك ميداني مفاجئ، أجرى والي ولاية النيل الأبيض، الفريق الركن قمر الدين محمد فضل المولى، جولة واسعة شملت عددًا من المشاريع الزراعية بمحليتي ربك والقطينة، إضافة إلى محطات مياه ومرافق صحية وتعليمية، في خطوة تعكس حرص حكومة الولاية على الوقوف على التحديات ميدانياً واتخاذ قرارات فورية لمعالجتها. ورافق الوالي خلال هذه الجولة عدد من الوزراء المكلفين بالقطاعات الخدمية والاقتصادية، مما يعكس جدية الحكومة في معالجة القضايا العالقة على أرض الواقع.
الزيارة شملت مشروعات الشوال والملاحة والجمالاب والسعادة، وهي مناطق لطالما كانت محوراً للإنتاج الزراعي بالولاية قبل أن تتوقف عن العمل بسبب الظروف الأمنية واعتداءات المليشيات. الوالي أبدى اهتماماً خاصاً بإعادة هذه المشاريع إلى دائرة الإنتاج في أسرع وقت ممكن، مشددًا على ضرورة الإسراع في تزويدها بالكهرباء ومعالجة الأعطال، ووجّه وزارة الإنتاج باتخاذ تدابير عاجلة لتأهيل البنية التحتية الزراعية بما يسهم في جذب الاستثمارات ويعيد الحياة الاقتصادية للمنطقة.
وفي جانب المياه، تفقد الوالي عددًا من المحطات، بينها محطة مياه الكنوز، ومأخذ مياه القطينة المتصدع، وآبار منطقة حسن علوب، حيث أكد أن حكومته تضع توفير مياه الشرب النقية ضمن الأولويات القصوى، خاصة في ظل ما تعانيه بعض المناطق من نقص حاد في الإمداد المائي. وأصدر توجيهات عاجلة لوزارة البنى التحتية بالإسراع في تطهير الترع وصيانة الآبار، وإجراء دراسة عاجلة لمعالجة التصدعات في الشبكات التي تغذي مدينة القطينة.
كما امتدت الزيارة لتشمل المرافق الصحية، وعلى رأسها مستشفى عمر نورالدائم بمنطقة نعيمة، الذي تعهد الوالي بإكمال العمل فيه وتحويله إلى مستشفى مرجعي في جراحة العظام بالتنسيق مع وزارة الصحة الاتحادية، إضافة إلى الإسراع في صيانة مركز غسيل الكلى ورفع قدرته الاستيعابية. وشملت الجولة أيضًا عددًا من المدارس بربك والقطينة، وجامعة المشرق، في سياق اهتمام الحكومة بالبيئة التعليمية.
وزيرة الإنتاج والموارد الاقتصادية بالولاية، المهندسة وصال الشيخ فرح، أوضحت أن عدداً من المشاريع الزراعية ظلت خارج دائرة الإنتاج منذ عامين نتيجة الانفلات الأمني، وأن الجولة الحالية فتحت الباب أمام تقييم شامل للخسائر، تمهيدًا لإعادة التأهيل والتشغيل الكامل، مؤكدة أن الحكومة عازمة على إعادة هذه المشاريع إلى مسارها الطبيعي خلال وقت وجيز. من جهته، أعلن وزير الصحة المكلف أن خطة شاملة يجري تنفيذها لتأهيل المستشفيات وتوفير التخصصات النادرة، بالتنسيق مع سلطات الولاية ووزارة الصحة الاتحادية، مؤكداً أن مستشفى عمر نورالدائم سيحظى بالأولوية القصوى خلال المرحلة المقبلة.
وتعكس الجولة رسالة واضحة بأن حكومة ولاية النيل الأبيض لن تكتفي بالمكاتبات والتقارير، بل تتجه لاتخاذ قرارات مباشرة من قلب الميدان، لإعادة الخدمات الأساسية وتحقيق التنمية في المناطق المتأثرة، وفتح الطريق نحو استقرار مستدام يُعزز من صمود المواطنين في وجه التحديات.














