منع مفاجئ ومن دون أسباب.. لماذا أوقفت السلطات سفر الصحفي أحمد قسم السيد؟
متابعات – موجز السودان الآن
شهد مطار بورتسودان الدولي واقعة أثارت جدلاً واسعاً داخل الوسط الإعلامي، بعد أن منعت السلطات السودانية الصحفي أحمد قسم السيد، رئيس تحرير صحيفة الموجز السوداني، من مغادرة البلاد دون تقديم أي إيضاحات رسمية حول القرار الذي وُصف بأنه مفاجئ ويحمل الكثير من علامات الاستفهام.
وبحسب رواية قسم السيد، فقد أبلغه أفراد من الأجهزة الأمنية بوجود قرار مباشر يمنعه من السفر، دون تحديد الجهة التي أصدرت القرار أو الأسباب التي دفعت لاتخاذه. وقال إنه اضطر لاستلام حقائبه والعودة إلى مقر إقامته بمحلية شندي بولاية نهر النيل، وسط حالة من الاستغراب التي سيطرت عليه لغياب أي تفسير قانوني أو إداري لهذا الإجراء.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تتصاعد فيه التقارير حول زيادة القيود المفروضة على تنقل الصحفيين والنشطاء، مما يعيد إلى الواجهة المخاوف بشأن مستقبل الحريات العامة وحرية الصحافة داخل البلاد. ويُعرف قسم السيد بمواقفه الداعمة للقوات المسلحة منذ اندلاع التمرد في أبريل 2023، حيث شكّل خطه التحريري أحد الأصوات البارزة التي تساند القوات النظامية في مواجهة التحديات الأمنية الأخيرة.
اللافت في الأمر أن الصحفي الموقوف كان يعتزم السفر إلى العاصمة المصرية القاهرة لإكمال ترتيبات زواجه المقرر في يناير المقبل، وهو ما أضفى بُعداً إنسانياً إضافياً على الواقعة، وأشعل تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر كثيرون أن القرار سيؤثر بشكل مباشر على حياته الشخصية ومستقبله الأسري.
ورغم تزايد المطالبات بكشف أسباب منع السفر، لم تصدر أي جهة حكومية توضيحاً رسمياً حتى اللحظة، مما زاد من مساحة الغموض وأثار تساؤلات حول طبيعة المعلومات أو المخاوف التي قد تكون وراء هذا القرار. ويرى مراقبون أن استمرار مثل هذه الإجراءات دون شفافية يضع السلطات أمام اختبار حقيقي في تعاملها مع ملف الحقوق والحريات، خصوصاً في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد.

وتتجه الأنظار خلال الساعات المقبلة إلى ما إذا كانت السلطات ستصدر بياناً توضيحياً بشأن منع الصحفي من السفر، أو ما إذا سيبقى القرار معلقاً دون تفسير، الأمر الذي قد يدفع جهات حقوقية وصحفية لطرح القضية على نطاق أوسع.










