غارة مسيرة في النيل الأزرق تعطل الكهرباء
شهدت مدينة الدمازين، عاصمة إقليم النيل الأزرق، حالة من التوتر والارتباك مساء السبت عقب تعرض محطة الكهرباء الرئيسية لهجوم بطائرة مسيّرة أدى إلى توقف الخدمة بشكل كامل وانقطاع التيار عن الأحياء السكنية والمرافق الحيوية، وفق ما أفادت به مصادر محلية. ويأتي هذا التطور في سياق سلسلة هجمات استهدفت البنية التحتية للطاقة في مدن مختلفة بوسط وشمال السودان خلال الأسابيع الماضية، ما أثار مخاوف واسعة من اتساع نطاق الاستهداف وتأثيره المباشر على حياة المدنيين.
وأكدت المصادر أن الهجوم وقع على المحطة التحويلية القديمة في مدينة الدمازين، حيث أدى الانفجار الناتج عن الضربة إلى اهتزاز المباني القريبة، الأمر الذي تسبب في حالة من الذعر وسط السكان الذين سمعوا دوي الانفجار وتابعوا تصاعد الدخان من الموقع المستهدف. وتسبب القصف في توقف كامل لخطوط الإمداد الكهربائي التي تغذي معظم أجزاء المدينة، مما أدى إلى انقطاع شامل استمر حتى وقت متأخر من الليل.
ويشير مراقبون إلى أن استهداف البنية التحتية الحيوية بات يمثل تهديداً مباشراً للاستقرار المدني، خصوصاً مع تكرار الهجمات على منشآت الكهرباء في عدة ولايات، وهو ما فاقم الضغوط على السكان في ظل ظروف إنسانية واقتصادية صعبة. ويخشى مواطنون من أن يؤدي استمرار هذه العمليات إلى تعطل خدمات أساسية أخرى مرتبطة بالكهرباء مثل الإمداد المائي والاتصالات والمرافق الصحية، الأمر الذي قد يفاقم الأوضاع الإنسانية في المنطقة.
وتزامن الهجوم على محطة الدمازين مع استمرار البلاغات الواردة عن أحداث مشابهة في مناطق متعددة، ما يثير تساؤلات حول قدرة المؤسسات الخدمية على حماية منشآتها في ظل اتساع رقعة النزاع وتعقّد الأوضاع الأمنية في البلاد. وعبّر سكان محليون عن قلقهم من تكرار مثل هذه الضربات، مؤكدين أن الكهرباء تشكل العمود الفقري للأنشطة الحياتية اليومية، وأن انقطاعها يفاقم المعاناة في مدينة تعاني أساساً من تراجع الخدمات الأساسية.
ولم تصدر الجهات الرسمية حتى اللحظة بياناً يوضح حجم الأضرار أو الجهة المسؤولة عن الهجوم، بينما تستمر جهود الفرق الفنية لتقييم الأثر وإعادة الخدمة تدريجياً متى ما سمحت الظروف. وأشارت مصادر ميدانية إلى أن إصلاح المحطة قد يستغرق وقتاً نظراً للأضرار التي لحقت بالمحوّلات والمعدات الأساسية داخل الموقع.
وتبقى مخاوف السكان قائمة وسط غياب معلومات دقيقة حول إمكانية وقوع هجمات أخرى، في وقت تتزايد فيه المطالب الشعبية بضرورة حماية المنشآت الاستراتيجية وتعزيز الإجراءات الأمنية حول محطات الكهرباء لضمان استمرار الخدمة ومنع مزيد من الانقطاعات في الإقليم.










