في ملتقى جنوب دارفور.. عقار يتحدث عن شروط نجاح المشروع الوطني
بورتسودان: النورس نيوز- أكد نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد مالك عقار إير، ضرورة توحيد الجهود الوطنية لتحقيق السلام المستدام والوحدة الوطنية.
وقال خلال حديثه اليوم في ملتقى جنوب دارفور للسلام والتعايش والوحدة، إلى أن القضايا المطروحة في المؤتمر من النزوح واللجوء، دور الإعلام، السِلم الاجتماعي، الإدارة الأهلية الحاضر والمستقبل، العدالة الانتقالية ليست ملفات تقنية أو تنظيمية فحسب، “بل هي جوهر المشروع السياسي والاجتماعي لبناء السودان الجديد”.
وشدد على أهمية التعامل مع هذه القضايا لتحقيق المصالحة الوطنية، ولفت إلى أن قضية النزوح واللجوء ليست مجرد ظرف إنساني طارئ، بل نتيجة تراكمات سياسية وأمنية واجتماعية.
وقال: “لابد أن نعمل على تحويل هذا الملف من أزمة ممتدة إلى فرصة لإعادة بناء المجتمعات، وإعادة النازحين إلى مناطقهم بكرامة، وتوفير الأمن والخدمات، ودمجهم في المسار الوطني، إيماناً من حكومة السودان بأن السلام الحقيقي يبدأ من أرض المواطن وبيئته وحياته اليومية”.
دور الإعلام الوطني
وأكد عقار إيلاء اهتمام كبير لدور الإعلام الوطني، ولفت أنه أصبح في زمن التحول الرقمي جزءاً من أمن الدولة واستقرارها، وأكد عدم التسامح مع خطاب الكراهية أو التضليل أو التحريض.
وأعلن الالتزام بإطلاق إعلام مسؤول، مهني، يعكس صوت الوطن، ويعزز ثقافة السلام، ويقاوم حملات التشويه والانقسام.
ونبه عقار إلى أن السِلم الاجتماعي والتعايش السِلمي، هما أساس أي تحول سياسي حقيقي، ولن ينجح أي مشروع وطني ما لم يقم على قبول الآخر، واحترام التنوع، ونبذ خطاب الكراهية والجهوية، والإيمان بأن السودان يسع الجميع.
وأضاف: “لذلك نعمل على سياسات تضمن المشاركة العادلة، وتمنع الإقصاء، وتبني مؤسسات دولة حديثة، تعكس تنوع المجتمع وتستند إلى مبدأ المواطنة المتساوية بلا تمييز”.
وأكد عقار أن الإدارة الأهلية الأصلية غير المؤدلجة والمُسيسة من الحكومات والأحزاب تعد ركناً أصيلاً في بنية المجتمع السوداني، وصمام أمان في فض النزاعات وتعزيز الروابط الاجتماعية، وأنها يجب أن تبتعد عن السياسة وتكتفي بممارسة دورها المجتمعي.
وقال إن رؤيتهم المستقبلية كحكومة تقوم على تمكين الإدارة الأهلية ضمن إطار تشريعي حديث، يتيح لها أداء دورها بفعالية، وتكامل مع أجهزة الدولة، بما يعزز الاستقرار المحلي وبناء السلام.
العدالة الانتقالية
وأشار عقار إلى أن العدالة الانتقالية، هي الطريق الذي لا بديل عنه لتحقيق مصالحة وطنية حقيقية، تُعيد الثقة بين المواطن والدولة، وأكد الالتزام بمسار عادل وشفاف يحقق المحاسبة، وجبر الضرر، ومعالجة آثار النزاعات، بما يضمن عدم تكرار المآسي، ويضع أرضية صلبة لمستقبل أكثر استقراراً.
ووصف الملتقى بأنه يمثل محطة مهمة في رحلة السودان نحو السلام والوحدة، وقال إن توصيات الملتقى ستُشكل إضافةً حقيقية لرسم سياسات الدولة، وتوجيه العمل الوطني في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البلاد، وأكد أن رئاسة الدولة ستدعم كل مبادرة وكل رؤية تسهم في تعزيز السلام، وترسيخ الوحدة الوطنية، وتعميق الحوار، وإصلاح مؤسسات الدولة.











