التفكير خارج الصندوق.. رابطة الصحافة الإلكترونية تطرح أولويات التطوير
بورتسودان: النورس نيوز- اختتمت رابطة الصحافة الإلكترونية السودانية، المائدة المستديرة ببورتسودان حول: “دور الإعلام الرقمي في تعزيز الجبهة الداخلية وحماية الأمن القومي”، بتشريف وزير الثقافة والإعلام والسياحة خالد الإعيسر، وحضور مستشار رئيس الوزراء مصلح نصار ونائب رئيس اتحاد الصحفيين محمد الفاتح أحمد، ورئيس رابطة الصحافة الإلكترونية السر القصاص ولفيف من المجتمع المدني والسياسي والشعبي وأهل الإعلام وأعضاء المكتب التنفيذي للرابطة.
حائط الصد الأول
وقال وزير الثقافة والإعلام والسياحة خالد الإعيسر، إن الإعلام الإلكتروني سيسود الساحة بلا منازع لما يتمتع به من مجموعة من إمكانيات شاملة، وأشار إلى أن الإعلام الرقمي لعب دوراً في توجيه الرأي العام إبان فترة الحرب، وشحذ الهمم، وتصدَّى للهجوم على السودان، ورصد انتهاكات الميليشيا المتمردة.
وأضاف أن الإعلام الإلكتروني ظل، خاصة في المرحلة الماضية، حائط الصد الأول ضد غرف التضليل الإلكتروني التابعة لميليشيا الدعم السريع، ووقف مع الدولة التي ظلت تعتمد عليه في نقل الأخبار وتوعية الرأي العام.
وتابع بالقول إن الوزارة وضعت منهجية لتطوير العمل الإعلامي خلال المرحلة القادمة من خلال عدد من المشاريع التي سترى النور.
ولفت الوزير إلى أن قانون المعلوماتية ظل موضوع نقد من قبل وزارة الإعلام، وأنه ضد التحكم الحكومي والتضييق على وسائل الإعلام، بل يجب ضبطها وفق قوانين وتشريعات صارمة لتجريم خطاب الكراهية والمعلومات الكاذبة التي تُنشر في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.
وأوضح أن الوزارة ابتدرت سلسلة من اللقاءات لتعديل قانون الصحافة والمطبوعات الذي ظل حبيس الأدراج خلال الفترة الماضية دون اختراق للرأي العام.
ونوّه إلى أن الوزارة تعمل على مشروعات تمضي بصورة غير مسبوقة، وأن “التفكير خارج الصندوق” بالنسبة لهم يجب أن يكون تفكيراً منهجياً.
وأضاف الإعيسر أن الوزارة ورثت واقعاً معقداً، وأن الانتقادات التي توجه إليها غير موضوعية، وأن هناك بشريات كبيرة خلال المرحلة القادمة.
دور محوري
من جانبه، قال مستشار رئيس مجلس الوزراء مصلح نصار، إن الصحافة الإلكترونية لعبت دوراً محورياً خلال فترة الحرب حيث ساهمت في خلق رأي عام موحد.
وشدد على الدور الكبير للصحافة الإلكترونية في المشهد الوطني، وانهم صناع الرأي، مؤكداً أن الإعلاميين والصحف الإلكترونية “يشكلون رأي عموم أهل السودان ويقفون موقف مشرف خلف القوات المسلحة وهي تخوض معركة الكرامة”.
وأشار نصار إلى أن أهل الإعلام مؤثرون أساسيون في تشكيل الوعي العام وتوجيه النقاشات وتغليب المصلحة الوطنية.
من جهته، قال نائب رئيس اتحاد الصحفيين السودانيين محمد الفاتح، إن رابطة الصحافة الإلكترونية نجحت في اتخاذ عنوان “قانون الصحافة الإلكترونية” كحديث للساعة، مشيراً إلى أن الحرب لم تنتهِ، بل إن هناك حرباً إقليمية ودولية على السودان يُصرف عليها ملايين الدولارات من قبل غرف تضليل خارج السودان.
ضرورة التغيير الجذري
بدوره، دعا رئيس رابطة الصحافة الإلكترونية السر القصاص، لضرورة أن يخضع الإعلام السوداني لتغيير جذري في المفهوم والممارسة ليواكب التطور الرقمي العالمي ويخلق له هوية خاصة به.
وشدد على أهمية أن تطوير الصحافة السودانية وإعادة النظر في تنظيمها المهني، وفتح المجال أمام التخصص والابتكار، ولفت لضرورة توجيه المحتوى الرقمي لخدمة الأهداف التنموية والوطنية وبناء الوعي الوطني.
ودعا القصاص إلى توظيف المنصات الرقمية بشكل إيجابي لـنشر الوعي وتعزيز القيم الوطنية وترسيخ مبدأ المواطنة المسؤولة، وبناء سردية وطنية قوية وموحدة قادرة على مواجهة السرديات المضللة.
وطالب بوضع وتفعيل أطر قانونية واضحة للتعامل مع الجرائم الإلكترونية والتحريض ونشر خطاب الكراهية في الفضاء الرقمي، ومخاطبة المجتمع الدولي عبر (الدبلوماسية الرقمية والشفافية) واستخدام الإعلام الرقمي كأداة لفضح الانتهاكات وممارسة الضغط على المؤسسات الدولية والحقوقية لتبني موقف أو إجراء واضح بناءً على الحقائق المقدمة رقميًا.
وختم القصاص حديثه بدعوة ملحة لـتوحيد الجهد الإعلامي السوداني تحت مظلة رؤية وطنية جامعة لمواجهة التضليل الخارجي، وتصدير سردية قوية وموحدة تخدم قضية السودان في المحافل الدولية.
الحاجة لمشروع وطني جامع
من ناحيته، نوه خبير الحوكمة والشؤون السياسية تاج الدين، إلى أن الحرب استخدمت فيها “سرديات مضللة” (Misleading Narratives) في وسائل الإعلام العالمية، وأن هذه السرديات تهدف إلى تشويه حقيقة ما يجري في السودان.
ولفت إلى الحاجة لمشروع وطني جامع ورؤية موحدة للرد على هذه السرديات، مشددا على ضرورة إنشاء “مشروع وطني جامع لتوحيد الرؤى”، بمشاركة جميع الجهات الوطنية بالاتفاق على فهم موحد للحرب وأهدافها وتبعاتها، لضمان أن يكون الخطاب الإعلامي منسجمًا.
وحددت الورقة مجموعة من الأولويات والمهام الفورية لقطاع الإعلام الرقمي السوداني لضمان دوره الفعّال في المرحلة الحالية:
أولويات التطوير الخمسة:
التدريب والتأهيل: لرفع مستوى الأداء المهني للكوادر الإعلامية الرقمية، إلى جانب تطوير المحتوى والمنصات بما يتماشى مع إحتياجات المجتمع المتغيرة ومتطلبات العصر.
فضلا عن تعزيز الحريات بالتوازي مع الالتزام الصارم بالممارسات الإعلامية المسؤولة والأخلاقية.
الابتكار والاستثمار: تشجيع الابتكار واستقطاب الاستثمار في مجالات الإعلام الرقمي الحديث.
بالإضافة إلى تعزيز الجبهة الداخلية عبر إنتاج محتوى إعلامي قوي يعكس الهوية الوطنية ويقوي الانتماء.
وركزت الورقة على أهمية الإعلام الرقمي كأداة رئيسية لتشكيل الرأي العام وتعزيز الوحدة الوطنية، مشددة على دوره في مواجهة التهديدات الأمنية من خلال نشر الوعي والتصدي الفوري للمعلومات المضللة (Fake News).
وأكدت الورقة على الدور الحيوي للمؤسسات الإعلامية والمهنيين في حماية القيم المجتمعية وتوجيه الخطاب الوطني.













