في زمن الحرب والانهيار.. جامعة النيل الأبيض تفاجئ الجميع بما فعلته للحفاظ على مستقبل طلابها!
النورس نيوز _ في خطوة عكست تقدير الدولة للمؤسسات التعليمية التي صمدت في وجه التحديات، ثمّن وزير التعليم العالي والبحث العلمي بروفيسور أحمد مضوي موسى الدور البارز الذي لعبته جامعة النيل الأبيض في استمرار العملية التعليمية خلال واحدة من أصعب الفترات التي مرّت بها البلاد. وأشاد الوزير خلال لقائه بمكتبه في بورتسودان بوفد الجامعة برئاسة بروفيسور السماني عبدالمطلب رئيس مجلس الأمناء، وبروفيسور الشاذلي عيسى مدير الجامعة، بحضور وكيل الوزارة الأستاذ علي الشيخ السماني، بقدرة الجامعة على الحفاظ على استقرارها الأكاديمي رغم الظروف الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي فرضتها الحرب.
وقال الوزير إن جامعة النيل الأبيض تمثل نموذجاً مشرفاً للجامعات الخاصة في السودان، لما أظهرته من مرونة عالية وقدرة على التكيّف مع التحديات دون أن تتوقف عن أداء رسالتها التعليمية. وأضاف أن ما قامت به الجامعة من جهود لتأمين بيئة تعليمية مستقرة يشكّل مثالاً يحتذى لبقية مؤسسات التعليم العالي، مؤكداً أن وزارته ستواصل دعم الجامعات التي تُظهر التزاماً واضحاً باستمرار العملية التعليمية وحماية مستقبل الطلاب.
وأشار مضوي إلى أن الوزارة تعمل على خطة شاملة لدعم مؤسسات التعليم العالي في مختلف أنحاء البلاد، بهدف ضمان استدامة الدراسة رغم التحديات، مع تعزيز التعاون بين الجامعات وتبادل الخبرات في المجالات الأكاديمية والبحثية. كما شدّد على ضرورة تشجيع الابتكار العلمي والبحث التطبيقي لمواكبة التطورات العالمية في مجالات التعليم والتكنولوجيا، مع التركيز على رفع جودة المخرجات التعليمية وربطها بسوق العمل.
من جانبه، قدّم بروفيسور السماني عبدالمطلب تقريراً مفصلاً حول أداء الجامعة خلال العامين الماضيين، موضحاً أن جامعة النيل الأبيض واجهت ظروفاً استثنائية بعد اندلاع الحرب التي تضررت بسببها العديد من مؤسسات التعليم في العاصمة الخرطوم، إلا أنها تمكنت من استضافة عدد من الجامعات التي فقدت مقارها بسبب تخريب مليشيا الدعم السريع، حيث فتحت الجامعة قاعاتها ومرافقها أمام الطلاب وأعضاء هيئة التدريس لتخفيف آثار الحرب على العملية الأكاديمية.
وأضاف رئيس مجلس الأمناء أن الجامعة حرصت على إكمال البرامج الدراسية دون انقطاع، ما أسهم في تقليل الفاقد التعليمي وساعد في استمرار حركة البحث والتدريس بصورة منتظمة، لافتاً إلى أن التعاون بين إدارة الجامعة وأعضاء هيئة التدريس والطلاب لعب دوراً محورياً في هذا النجاح.
أما بروفيسور الشاذلي عيسى مدير الجامعة، فقد أشار إلى أن إدارة الجامعة شرعت في إعداد ترتيبات مكثفة لاستقبال الطلاب الجدد، شملت تطوير أنظمة المعاينات والتسجيل الإلكتروني وتحديث آليات الكشف الطبي، بما يضمن تسهيل إجراءات القبول وتقديم خدمة متكاملة للطلاب. وأكد أن الجامعة تولي اهتماماً كبيراً بتحسين البيئة الجامعية وتوفير مرافق حديثة تعزز من جودة التعليم والتدريب العملي، إلى جانب إطلاق برامج أكاديمية جديدة تتوافق مع متطلبات سوق العمل المحلي والإقليمي.


وأوضح الشاذلي أن الجامعة تمضي بخطى واثقة نحو تطوير بنيتها التحتية وتوسيع شراكاتها الأكاديمية مع الجامعات السودانية والعربية، مشدداً على أن النجاح الذي تحقق جاء بفضل تضافر الجهود بين مجلس الأمناء والإدارة العليا وأعضاء هيئة التدريس والطلاب، وبدعم متواصل من وزارة التعليم العالي.
واختتم وزير التعليم العالي اللقاء بتأكيد دعم الوزارة الكامل للجامعات التي تثبت التزامها برسالتها الوطنية، قائلاً إن جامعة النيل الأبيض قدّمت مثالاً حقيقياً على أن التعليم في السودان قادر على الصمود مهما كانت التحديات، مشيداً بالروح الوطنية التي تحلّت بها إدارتها ومنسوبيها في الحفاظ على سير العملية التعليمية دون توقف.











