
ضغوط روسية وأطماع جيوسياسية: الإمارات تدخل على خط الأزمة في أفريقيا الوسطى
متابعات – النورس نيوز
يواجه رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فوستان أرشانج تواديرا ضغوطًا متزايدة من موسكو، التي تطالبه باستبدال مجموعة فاغنر الأمنية بقوات “الفيلق الأفريقي” التابعة لوزارة الدفاع الروسية، وهي قوة تفرض على بانغي فاتورة شهرية باهظة تبلغ نحو 15 مليون دولار، وهو ما يشكل عبئًا ماليًا كبيرًا على الدولة.
وفي ظل هذا الضغط، بدأ تواديرا البحث عن شريك خارجي قادر على تخفيف الأعباء، فوجد في الإمارات العربية المتحدة داعمًا محتملًا، إذ تسعى أبوظبي منذ سنوات إلى تعزيز نفوذها العسكري والجيوسياسي في منطقة الساحل وأفريقيا الوسطى.
وفي سبتمبر الماضي، عقد محمد بن زايد لقاءً مغلقًا في أبوظبي جمع تواديرا بمبعوث عن الرئيس الروسي وطه عثمان الحسين، مستشار بن زايد، وذلك بهدف بحث إمكانيات التعاون وتطوير شبكة إمداد ودعم لوجستي محتملة.
وتسعى الإمارات إلى تحويل منطقة شمال أفريقيا الوسطى، وخاصة بيرايو، إلى مركز لوجستي يدعم عمليات القوات المسلحة المحلية، مع استثمارات محتملة في تطوير مطارات ومراكز صيانة للطيران ومشاريع طاقة ومناجم ذهب، بهدف تعزيز استقرار البنية التحتية في المنطقة.
من جانبه، يُظهر تواديرا حذرًا من تأثير القوات الروسية الجديدة على شبكة فاغنر، ويستعد لإعادة توزيع نفوذ هذه المجموعة في مناطق استراتيجية، بما في ذلك تعزيز النشاط في مناطق التعدين لتأمين الموارد الحيوية.
ويشير الخبراء إلى أن الأزمة في أفريقيا الوسطى تمثل نقطة تقاطع بين مصالح روسية وإماراتية ومحلية، مما يجعل الوضع معقدًا ويستلزم مراقبة دقيقة لتطوراته.











