سعر الريال السعودي في السودان اليوم السبت 8 نوفمبر 2025
النورس نيوز _؛يشهد سوق الصرف في السودان حالة من الترقب المشوب بالحذر بعد سلسلة من التحركات المفاجئة في أسعار الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني خلال تداولات اليوم السبت الموافق 8 نوفمبر 2025، وسط اتساع الفجوة بين سعر البنوك الرسمية والأسعار المتداولة في السوق الموازي التي باتت تتحرك كتيار غير قابل للتوقع، مما انعكس مباشرة على حركة البيع والشراء وخلق موجة واسعة من الجدل بين المتعاملين ومراقبي القطاع المالي. ومع كل تحديث جديد، تبدو مؤشرات السوق كأنها تتقافز فوق جدار من الضباب، في وقت يبحث فيه المواطن عن نقطة توازن وسط هذا الاضطراب المتسارع.
وبحسب آخر تحديثات المؤشر المصرفي، سُجلت أسعار متباينة لشراء وبيع الريال السعودي في البنوك المحلية، بينما قفزت الأسعار في السوق الموازي إلى نطاق واسع ما بين 973.333 وحتى 1052.13 جنيهًا، في أعلى مستويات تُسجّل منذ أسابيع، ما كشف عن اتساع فجوة يصعب تجاهلها بين القطاع الرسمي والواقع المتداول على الأرض. هذا التفاوت أثار تساؤلات عديدة حول الأسباب التي تدفع السعر الموازي إلى هذا الصعود الحاد، وما إذا كانت الأيام المقبلة ستحمل تغييرات إضافية قد تعمّق من حالة الارتباك السائدة.
وعلى مستوى البنوك، حافظ بنك النيل على أعلى سعر شراء للريال السعودي مسجلاً 687 جنيهًا، بينما جاء البنك السوداني السعودي في أدنى القائمة بسعر 570 جنيهًا للشراء، ما يعكس امتداد حالة التذبذب التي ضربت السوق في الأسابيع الأخيرة، وتسببت في اضطراب أنماط التحويلات والتعاملات التجارية. وظهر بنك فيصل الإسلامي بسعر شراء بلغ 680 جنيهًا وبيع 685.10 جنيه، في حين سجل بنك الخرطوم سعر شراء قدره 648.64 جنيه وبيع 653.52 جنيه، بينما تراوحت أسعار البنوك الأخرى في مستويات متفاوتة تظهر بوضوح حجم عدم الاستقرار الذي بات السمة الأبرز للمشهد المالي.
ومع تصاعد التباين المستمر، يرى متابعون أن هذه التحركات تنذر بمرحلة جديدة من الضغوط الاقتصادية التي قد تُلقي بظلالها على الأسعار العامة للسلع والخدمات، خصوصًا مع استمرار اعتماد السوق السوداني على الاستيراد في معظم القطاعات الحيوية. ويرى محللون أن قوة السعر في السوق الموازي ترتبط بعوامل عديدة أهمها شح النقد الأجنبي، وتراجع تدفق التحويلات الرسمية، وتأثير النزاع المسلح على حركة الاقتصاد، إلى جانب الزيادة في الطلب على العملات الصعبة من قبل التجار والمستوردين الذين يفضلون التعامل خارج النظام المصرفي نتيجة للسرعة والمرونة.
وفي ظل هذا المشهد المتقلب، تتجه الأنظار نحو ما إذا كان بنك السودان المركزي سيصدر إجراءات جديدة للحد من انفلات السعر الموازي، أو سيكتفي بالمتابعة الحذرة دون الإعلان عن تدخلات مباشرة، خاصةً مع استمرار الجدل حول سياسات التحرير والتعويم التي أثارت آراء متضاربة داخل الأوساط الاقتصادية، وخلقت موجة من عدم اليقين حول مستقبل استقرار العملة الوطنية.
وتشير مصادر مصرفية إلى أن الأيام المقبلة قد تشهد موجة تقييم جديدة من البنوك المحلية، خصوصًا إذا واصل السعر الموازي صعوده، وهو ما قد يدفع البنوك لإعادة النظر في أسعارها تجنبًا لفجوة تؤثر على حجم عملياتها اليومية. وبين كل هذه التطورات، يبقى المواطن السوداني في حالة ترقب دائم لأي تغير قد ينعكس على حركة الأسعار في الأسواق، في وقت تتزايد فيه التحديات المعيشية يوماً بعد يوم.
وفي ظل غياب رؤية واضحة للنهاية، يستمر سوق الصرف في السودان كأحد أكثر الملفات غموضًا وإثارة للجدل، بينما تتسع دائرة الأسئلة دون أن تتوفر إجابات حاسمة، ويظل الريال السعودي واحدًا من أكثر العملات متابعة وتأثيرًا في الحياة الاقتصادية اليومية، في انتظار ما ستحمله الساعات المقبلة من مفاجآت جديدة.
