الكشف عن أسباب اعتذار البرهان عن زيارته إلى مصر في اللحظات الأخيرة
النورس نيوز – متابعات
كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة عن الأسباب الحقيقية وراء اعتذار رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، عن زيارته الرسمية إلى جمهورية مصر العربية، والتي كان من المقرر أن يشارك خلالها في مراسم افتتاح المتحف المصري الجديد بالعاصمة القاهرة.
ووفقًا للمصادر، فإن قرار البرهان المفاجئ جاء في ظل تطورات ميدانية وإنسانية بالغة الحساسية تشهدها مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، عقب تصاعد وتيرة الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع ضد المدنيين، والتي وصفتها تقارير حقوقية محلية ودولية بأنها “الأكثر دموية منذ اندلاع الحرب”.
وأشارت المصادر إلى أن مجلس السيادة قرر في أعقاب ذلك تعليق جميع مشاركاته الخارجية مؤقتًا، بما في ذلك المؤتمرات الإقليمية والفعاليات الدولية، في خطوة تُعد رسالة سياسية قوية تؤكد انشغال الدولة السودانية بمتابعة تطورات الوضع الداخلي وتركيزها على حماية المدنيين وإعادة الاستقرار للمناطق المتأثرة بالحرب.
في المقابل، لم تصدر السفارة المصرية أو وزارة الخارجية في القاهرة أي تعليق رسمي حول الاعتذار حتى الآن، بينما أكدت مصادر أخرى أن الجانبين اتفقا على إعادة جدولة الزيارة إلى موعد لاحق بعد تحسن الأوضاع الميدانية في السودان.
ويأتي هذا الموقف في ظل حراك دبلوماسي متسارع تقوده الخرطوم تجاه عدد من الدول العربية والإفريقية، لعرض حقيقة ما يجري على الأرض، خاصة بعد الإدانات الواسعة لاستخدام مليشيا الدعم السريع لأسلحة محرمة دوليًا في دارفور، وما خلفته من أوضاع إنسانية مأساوية.
ويرى مراقبون أن إلغاء الزيارة يعكس حجم التحديات التي تواجه القيادة السودانية، ويؤكد أن الأولوية القصوى في هذه المرحلة هي لتأمين الجبهة الداخلية، ووقف نزيف الحرب التي ألقت بظلالها الثقيلة على الأوضاع السياسية والاقتصادية والإنسانية في البلاد.











