
تحركات غامضةفي برلين .. حمدوك في الواجهة
في تطور لافت تشوبه علامات استفهام، التقى رئيس الوزراء الأسبق عبدالله حمدوك بوزيرة الدولة بالخارجية الألمانية سيراب قولر، حيث ناقش الطرفان الحرب الدائرة في السودان، وتداعياتها الإنسانية والسياسية المتفاقمة.
الاجتماع الذي جرى في أجواء وصفتها مصادر دبلوماسية بأنها «غير اعتيادية»، ركّز على رؤية تحالف صمود – الذي يقوده حمدوك – لوقف الحرب عبر مسارات تشمل وقف إطلاق النار، وتسهيل العمل الإنساني، والدفع نحو عملية سياسية يقودها السودانيون. لكن ما أثار الجدل هو توقيت اللقاء وتصاعد الأنباء عن تفاهمات خفية بين قيادات في التحالف وبعض عناصر مليشيا الدعم السريع التي تواصل عملياتها ضد المدنيين والقوات النظامية في دارفور.
ووفقاً لمراقبين، فإن تحركات حمدوك الخارجية في هذا التوقيت «تحمل أكثر من رسالة»، إذ تأتي بالتوازي مع تصعيد ميداني عنيف في الفاشر وعدد من مناطق الإقليم، ما يجعل الموقف السياسي لتحالفه محل تساؤلات حادة حول ارتباطه بمسار الميدان ومواقفه الغامضة من الانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع.
مصادر مطلعة تحدثت لـ«النورس نيوز» رجّحت أن اللقاء مع المسؤولين الألمان يهدف إلى جس نبض الموقف الأوروبي من فكرة هدنة إنسانية تمتد لعدة أشهر، وهي المبادرة التي يجري الترويج لها عبر وسطاء مدنيين محسوبين على تحالفات قريبة من الدعم السريع.
في المقابل، أكدت القوات المسلحة السودانية أنها ماضية في حسم التمرد المسلح واستعادة الأمن في كل ربوع البلاد، مشددة على أنها لن تسمح لأي مبادرة خارجية بأن تساوي بين الجيش النظامي والمليشيات الخارجة عن القانون.
ويرى مراقبون أن اللقاء بين حمدوك والمسؤولة الألمانية قد يفتح الباب أمام تحركات دبلوماسية جديدة خلف الكواليس، لكنها – كما يبدو – محاطة بالضباب والتساؤلات حول نواياها الحقيقية ومن يقف وراءها.











