أسعار العملات الاجنبية اليوم السبت الموافق 18أكتوبر 2025
النورس نيوز
في ظل أزمة اقتصادية غير مسبوقة يعيشها السودان منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، شهدت أسعار صرف العملات الأجنبية اليوم السبت 18 أكتوبر 2025م، تراجعاً جديداً لقيمة الجنيه السوداني مقابل الدولار والعملات الأخرى، وسط غياب أي مؤشرات على تدخل فعّال من البنك المركزي أو السلطات المالية لإنقاذ الوضع.
مصادر مصرفية وشهود من الأسواق أكدوا لـ الهدهد نيوز أن الدولار الأمريكي سجل اليوم ارتفاعاً جديداً في السوق الموازي، حيث تراوح سعر البيع بين 3,550 و3,700 جنيه سوداني، فيما بلغ سعر الشراء في بعض المناطق 3,500 جنيه، في وقت تباينت فيه أسعار الصرف بين العاصمة والولايات نتيجة الاضطرابات الأمنية وتعطل حركة التحويلات الرسمية.
الريال السعودي بدوره تجاوز حاجز 930 جنيهًا، بينما اقترب الدرهم الإماراتي من 950 جنيهًا في السوق الأسود. أما في البنوك التجارية، فبلغ متوسط سعر الدولار حوالي 2,900 جنيه في معاملات التحويلات، وقرابة 2,850 جنيه في التعاملات النقدية، ما يعكس فجوة كبيرة بين السعرين الرسمي والموازي.
العملة تنهار والثقة تتآكل
يرى خبراء الاقتصاد أن الجنيه السوداني يعيش أسوأ مراحله منذ استقلال البلاد، إذ فقد أكثر من 560% من قيمته خلال عامين ونصف فقط. ففي أبريل 2023، كان الدولار يُباع بـ560 جنيهاً، لكن مع تفاقم الحرب وانهيار القطاعات الإنتاجية وتوقف التصدير، فقدت العملة الوطنية توازنها بشكل كامل.
وأوضح الخبير المالي عمر بابكر أن “الوضع الحالي ليس مجرد تدهور نقدي، بل انهيار شامل في الثقة المالية”، مشيراً إلى أن معظم التجار والموردين أصبحوا يعتمدون على الدولار والريال في تسعير السلع والخدمات، حتى في التعاملات البسيطة داخل الأسواق الشعبية.
وأضاف أن غياب البنك المركزي عن المشهد، وتعطل الجهاز المصرفي الرسمي، وازدياد المضاربات في السوق السوداء، كلها عوامل جعلت من الجنيه السوداني رهينة لتجار العملة والوسطاء.
تضخم مفرط وارتفاع جنوني للأسعار
وبحسب بيانات من مؤسسات مالية مستقلة، تجاوز معدل التضخم في السودان حاجز 400% خلال الربع الأخير من العام الجاري، مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية بنسبة تفوق 300% مقارنة بالعام الماضي. ويُرجع خبراء ذلك إلى الارتفاع المتواصل في أسعار العملات الأجنبية، وانخفاض الإنتاج المحلي، وانعدام الرقابة على الأسواق.
تقول المواطنة نجلاء عبد الرحيم من بحري إن أسعار المواد الغذائية أصبحت تتغير يومياً، مضيفة: “أصبح الدولار هو المتحكم في كل شيء، حتى الخضروات والخبز باتت تُسعّر بالدولار”.
سلطة نقدية غائبة.. ومخاوف من الأسوأ
غياب أدوات الإنقاذ الاقتصادي جعل السوق السوداني يعيش حالة من الفوضى النقدية، حيث لم يعد هناك فارق واضح بين السوق الرسمي والموازي، في ظل تمدد ظاهرة “التجار الكبار” الذين يسيطرون على حركة العملات الأجنبية عبر وسطاء وشبكات داخلية وخارجية.
ويرى بعض المحللين أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى “دولرة الاقتصاد” بشكل كامل، أي اعتماد العملات الأجنبية بديلاً فعلياً للجنيه السوداني في معظم المعاملات، ما يعني نهاية الدور التقليدي للمؤسسات المصرفية المحلية.
أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني اليوم السبت 18 أكتوبر 2025م
في السوق الموازي:
- الدولار الأمريكي: 3,550 – 3,700 جنيه
- الريال السعودي: 925 – 935 جنيه
- الدرهم الإماراتي: 940 – 950 جنيه
- الجنيه المصري: 115 – 120 جنيه
في البنوك التجارية (تحويلات):
- الدولار الأمريكي: 2,890 – 2,910 جنيه
- الريال السعودي: 770 – 780 جنيه
- الدرهم الإماراتي: 785 – 795 جنيه
في البنوك (نقداً):
- الدولار الأمريكي: 2,850 جنيه تقريباً
خلاصة المشهد
يبدو أن الجنيه السوداني يواصل رحلة الانحدار في غياب أي رؤية اقتصادية واضحة، بينما تتسارع وتيرة الأزمة لتضرب مختلف جوانب الحياة اليومية للمواطنين، وسط توقعات بأن تشهد الأيام المقبلة مزيداً من التراجع ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة تعيد الثقة إلى النظام المالي وتوقف النزيف النقدي المتسارع.
