
بطل وسط الجحيم.. جراح سوداني يذهل العالم من قلب الفاشر المحاصرة
النورس نيوز – متابعات
وسط القصف المتواصل، وانقطاع الدواء، والجوع الذي يفتك بالمدنيين، خرج اسم الطبيب السوداني علي الزبير عكاشة من بين الركام ليصل إلى العالم، بعد أن أعلنت الأكاديمية الأمريكية لجراحي العظام (AAOS) منحه لقب عضو الإقامة الدولي لشهر أكتوبر، تكريمًا لشجاعته النادرة وجهوده في إنقاذ الأرواح داخل مدينة الفاشر المحاصرة.
منذ أكثر من خمسمائة يوم يعيش سكان الفاشر في ظروف تفوق الوصف، حيث القذائف لا تتوقف، والمستشفيات تكاد تخلو من الإمدادات الطبية. ومع ذلك، اختار الدكتور عكاشة البقاء إلى جانب مرضاه، يجري مئات العمليات الجراحية بوسائل بدائية وإمكانات شبه معدومة، في مشهد يعكس الإصرار الإنساني في أقسى صوره.
وقالت الأكاديمية الأمريكية في بيانها إن اختيار الدكتور عكاشة جاء “تقديرًا لالتزامه المهني وشجاعته في واحدة من أخطر البيئات الطبية في العالم”. ونقل الموقع الرسمي للأكاديمية عنه قوله:
> “العمل في منطقة متأثرة بالنزاع جعل من الأكاديمية الأمريكية لجراحي العظام نافذة لا تُقدّر بثمن للوصول إلى المعرفة الحديثة والتواصل مع الخبراء حول العالم، رغم العزلة التي نعيشها.”
ويأتي هذا التكريم بينما يعيش أكثر من مئتي ألف مدني داخل الفاشر في حصار خانق أدى إلى نفاد الغذاء والدواء، فيما حذّرت تنسيقية لجان المقاومة من أن “المجاعة قد تقتل الناس قبل القذائف”، في إشارة إلى انهيار الوضع الإنساني بالكامل.
وفي تعليقٍ على الحدث، قال الدكتور أمجد فريد الطيب، المدير التنفيذي لمركز فكرة للدراسات والتنمية، إن “اختيار الأكاديمية لهذا الطبيب من قلب مدينةٍ تحت الحصار هو رسالة عالمية تعترف بصمود الأطباء السودانيين الذين يقاتلون من أجل الحياة في وجه الموت اليومي.”
قصة الدكتور علي الزبير عكاشة لا تمثل تكريمًا شخصيًا فحسب، بل أصبحت رمزًا للأمل والصمود، ورسالة إلى العالم بأن بين أنقاض الحرب في السودان لا تزال هناك قلوب تنبض بالحياة، وعقول تقاوم بالعلم والرحمة وسط الدمار.











