أخبار

إثيوبيا على صفيح ساخن.. زلازل حول سد النهضة

النورس نيوز

إثيوبيا على صفيح ساخن.. زلازل حول سد النهضة

متابعات – النورس نيوز

شهدت مناطق واسعة شمال إثيوبيا خلال الساعات الماضية سلسلة من الهزات الأرضية المتتالية، ما أثار موجة من القلق الإقليمي بشأن تأثير النشاط الزلزالي المتزايد على استقرار سد النهضة، الذي يُعد من أكبر المشاريع المائية في القارة الإفريقية.

 

 

ووفقًا لتقارير مراكز الرصد الزلزالي، فقد سُجلت خلال يوم السبت 11 أكتوبر 2025 أربع هزات أرضية متتابعة خلال أقل من 12 ساعة، بلغت أقواها 5.6 درجة على مقياس ريختر بعمق عشرة كيلومترات، وعلى بعد نحو 600 كيلومتر فقط من موقع السد، فيما تراوحت قوة الهزات الأخرى بين 4.2 و5.3 درجات.

 

 

الخبراء حذروا من أن تزايد النشاط الزلزالي في نطاق الأخدود الإفريقي الذي تمر به إثيوبيا، قد يشكل تهديدًا حقيقيًا لمشروعاتها الضخمة، وعلى رأسها سد النهضة الذي تم رفع سعته التخزينية من 17 إلى 74 مليار متر مكعب، ما قد يضاعف الضغط الجيولوجي على المنطقة.

 

 

وفي هذا السياق، أوضح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن شمال إثيوبيا يشهد نشاطًا زلزاليًا غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة، حيث سُجلت أكثر من 260 هزة بين ديسمبر 2024 وفبراير 2025، مقارنة بست هزات فقط سنويًا قبل عام 2021.

 

 

 

وأضاف شراقي أن أي زلزال قوي قريب من السد قد يؤثر على بنيته الإنشائية، لاسيما أن السد مقام على منطقة معقدة جيولوجيًا تشهد تحركات في القشرة الأرضية، مشيرًا إلى ضرورة مراجعة سياسات التخزين والملء التدريجي لتقليل المخاطر المحتملة.

 

 

كما لفت الخبير المصري إلى أن سد النهضة نفسه يمكن أن يُحدث “نظامًا زلزاليًا خاصًا به” نتيجة الضغط الهائل الناجم عن تجمّع كميات ضخمة من المياه، داعيًا الحكومة الإثيوبية إلى عدم تجاوز 40 مليار متر مكعب في أي مرحلة من مراحل التخزين حتى استقرار الوضع الزلزالي.

 

 

 

ويرى محللون أن تكرار هذه الهزات يمثل تحديًا جديدًا أمام أديس أبابا، التي تسعى لاستكمال مشروعها المائي رغم التحذيرات البيئية والهندسية، بينما تتابع دول حوض النيل بقلق متزايد التطورات الأخيرة خشية انعكاس أي خلل محتمل في السد على أمنها المائي.

 

 

ويؤكد مراقبون أن ما يحدث في شمال إثيوبيا ليس مجرد ظاهرة طبيعية عابرة، بل إن الأنشطة الزلزالية المتكررة قد تكون جرس إنذار مبكر يدعو المجتمع الدولي إلى متابعة الوضع الجيولوجي في المنطقة عن كثب، لتفادي أي كوارث مستقبلية قد تهدد السد وسكان المناطق المحيطة به.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى