إبراهيم جابر يفاجئ مصانع الخرطوم والجزيرة بتعهد غير مسبوق لإعادة دوران عجلة الصناعة
النورس نيوز
إبراهيم جابر يفاجئ مصانع الخرطوم والجزيرة بتعهد غير مسبوق لإعادة دوران عجلة الصناعة
النورس نيوز _في خطوة وُصفت بأنها نقطة تحول نحو إعادة بناء الاقتصاد الوطني، أكد عضو مجلس السيادة الانتقالي ومساعد القائد العام للقوات المسلحة، الفريق مهندس إبراهيم جابر إبراهيم، أن الحكومة ماضية في دعم وتشجيع القطاع الصناعي ليصبح ركيزة أساسية للنهوض الاقتصادي، وتحقيق التنمية المنشودة التي ينتظرها الشعب السوداني منذ سنوات طويلة من التراجع والاضطراب.
جاءت تصريحات الفريق جابر خلال جولة ميدانية قام بها اليوم الأربعاء الثاني من أكتوبر 2025، شملت عدداً من المصانع المهمة بولايتي الخرطوم والجزيرة، من بينها مصنع كابلات الشرق، مصنع ميقا للمياه الغازية، مجموعة الأسعد الصناعية، مصنع أفروكينج لزيوت وشحوم السيارات، ومصنع الأبلج للزيوت، وذلك بمشاركة وزيرة الصناعة والتجارة الأستاذة محاسن علي يعقوب، ووالي الخرطوم أحمد عثمان حمزة.
وخلال الزيارة، شدد عضو مجلس السيادة على ضرورة أن تسهم هذه المصانع في تغطية احتياجات السوق المحلي بشكل كامل، وتقليل الاعتماد على الواردات التي استنزفت خزينة الدولة لسنوات، خاصة في ما يتعلق بالمواد الغذائية والسلع الاستهلاكية التي ظلت تأتي من الخارج حتى خلال فترة الحرب.
وقال جابر إن العاملين في هذه المصانع يمثلون رأس المال الحقيقي للسودان، معتبراً أن إعادة دوران عجلة الإنتاج ستفتح الباب أمام استيعاب آلاف الأيدي العاملة التي بدأت تعود تدريجياً إلى العاصمة الخرطوم بعد استقرار الأوضاع الأمنية، مؤكداً أن هذه الخطوة لن تعني فقط توفير فرص عمل بل ستسهم أيضاً في بناء أرصدة جديدة من النقد الأجنبي عبر التصدير.
ودعا عضو السيادة رجال الأعمال وأصحاب المصانع للإسراع في إعادة تشغيل جميع المؤسسات الصناعية دون تأخير، مشيداً في الوقت ذاته بالمبادرات الوطنية التي بادر بها بعض الصناعيين والتجار الذين فتحوا أبواب مصانعهم ومحالهم التجارية مباشرة بعد دحر المليشيات المتمردة، وهو ما اعتبره مؤشراً على قوة الإرادة الوطنية ورغبة الشعب في تجاوز آثار الحرب والانطلاق نحو مرحلة جديدة.
كما أشار الفريق جابر إلى أن اللجنة العليا لتهيئة بيئة العودة لولاية الخرطوم تعمل بجهود مكثفة لإعادة الكهرباء بكامل طاقتها، الأمر الذي من شأنه تقليل تكلفة التشغيل والإنتاج، وبالتالي تعزيز قدرة الصناعات المحلية على المنافسة داخلياً وخارجياً.
من جانبها، أكدت وزيرة الصناعة والتجارة الأستاذة محاسن علي يعقوب أن تشغيل هذه المصانع يعد بداية الانطلاقة الفعلية لعودة الصناعة السودانية إلى مكانتها الطبيعية في دعم الاقتصاد الوطني. وأوضحت أن الوزارة وضعت خطة متكاملة لإنعاش القطاع الصناعي تقوم على إحلال الواردات، وضمان استدامة الإنتاج، وتوسيع قاعدة التشغيل لتشمل مختلف فئات المجتمع.
وشددت الوزيرة على أن لجنة الرقابة الصناعية بالوزارة تتابع عن قرب لضمان جودة المنتجات السودانية وتطابقها مع المواصفات القياسية، بهدف تعزيز الثقة في المنتج الوطني وتمهيد الطريق لوصوله إلى الأسواق الإقليمية والدولية. وأضافت أن المرحلة القادمة ستشهد تعزيز الشراكات مع المستثمرين، وفتح مجالات جديدة للصادرات الصناعية، بما يعزز مكانة السودان كمنافس حقيقي في الأسواق العالمية.
الزيارة وما رافقها من تصريحات عكست ـ بحسب مراقبين ـ إرادة واضحة لدى الدولة في إعادة عجلة الاقتصاد إلى الدوران عبر الصناعة باعتبارها حجر الأساس في تحقيق التنمية، خاصة بعد سنوات الحرب التي عطلت المصانع وأخرجت الكثير منها من دائرة الإنتاج.
ويرى خبراء أن عودة المصانع للعمل لن تحقق فقط الاكتفاء المحلي وتقليل الاستيراد، بل ستعيد الثقة تدريجياً للمستثمرين وتفتح آفاقاً واسعة أمام الاقتصاد السوداني للانطلاق نحو مرحلة جديدة من الاستقرار والنمو.











