حصار الفاشر
متابعات – النورس نيوز
حذر تقرير صادر عن المعهد البولندي للشؤون الدولية (PISM) من أن مدينة الفاشر في دارفور تواجه خطرًا حقيقيًا للإبادة الجماعية بعد أن ظلت تحت حصار مليشيا الدعم السريع (الجنجويد) المدعومة من الإمارات لأكثر من 500 يوم. ووفقاً للتقرير، فإن الحصار يشمل منع وصول الغذاء والماء، وتكثيف الهجمات على المدينة، ما يضع المدنيين أمام مأساة إنسانية غير مسبوقة.
وأشار التقرير إلى أن الفاشر، العاصمة التاريخية لدارفور، آخر مدينة كبرى خارج سيطرة المليشيا، تعد هدفاً استراتيجياً ورمزياً في سعي الجماعة للسيطرة على غرب السودان. ويمثل مقر الفرقة السادسة مشاة السودانية أحد أبرز المواقع العسكرية داخل المدينة. وشنت المليشيا أكثر من 230 هجومًا، دمرت خلالها المستشفيات، وقطعت الإمدادات الحيوية، ما أدى إلى وضع أكثر من 260 ألف مدني، بينهم 120 ألف طفل، في ظروف قاسية للغاية. وأصبح بعض السكان مضطرين إلى أكل علف الحيوانات، بينما حملت نساء السلاح دفاعاً عن أنفسهن ضد جرائم الاغتصاب والقتل الجماعي.
وأكد التقرير أن مليشيا الدعم السريع، المنحدرة من قبائل عربية بدوية على الحدود السودانية–التشادية، تتبنى أيديولوجيا عنصرية متطرفة. وسجلها الدموي موثق جيدًا، إذ ارتكبت عام 2023 مجزرة بحق ما بين 10 آلاف إلى 15 ألف شخص من سكان المساليت في الجنينة، وصنفتها الولايات المتحدة كإبادة جماعية. واليوم، يواجه سكان الفاشر، وخصوصاً الزغاوة، خطرًا مماثلاً، إذ بدأت المليشيا ببناء سواتر ترابية وقطع مصادر المياه لإحكام الحصار.
ورغم التحذيرات الدولية المتكررة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومسؤولين أميركيين وبريطانيين، لم يتوقف الحصار. وشدد التقرير على أن الضغط المباشر على الإمارات، الداعم الرئيسي للمليشيا، هو السبيل الوحيد لتخفيف الأزمة. ويعد انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة فرصة حاسمة لدفع التحالف الدولي نحو هدنة إنسانية، وتوصيل المساعدات، وفتح ممر إنساني محمي إلى مدينة طويلة التي تبعد 60 كم وتستضيف مئات الآلاف من النازحين.
كما دعا التقرير إلى قطع خطوط إمداد المليشيا عبر شبكات في الإمارات وشرق ليبيا وبونتلاند بالصومال وجنوب السودان، مشيراً إلى أن الكونغرس الأميركي يدرس تصنيف المليشيا كمنظمة إرهابية دولية، وهو إجراء من شأنه عزلها وإضعافها.
وحذر التقرير من أن حصار الفاشر لم يعد مجرد مواجهة عسكرية، بل كارثة إنسانية وشيكة قد تؤدي إلى سقوط المدينة في أيدي المليشيا وارتكاب مجازر واسعة النطاق مشابهة لأبشع فصول الإبادة في دارفور.











