شرعيتان متصارعتان تثيران المخاوف… هل يواجه السودان خطر الانقسام؟
الخرطوم – 3 سبتمبر 2025 _ النورس نيوز
جريدة سعودية
تعيش الساحة السودانية واحدة من أخطر مراحلها السياسية منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عامين، بعدما أعلنت قوات الدعم السريع وحلفاؤها عن تشكيل حكومة انتقالية موازية اتخذت من مدينة نيالا في إقليم دارفور مقرًا لها، برئاسة قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي). هذه الخطوة وصفتها تقارير صحفية سعودية بـ”المفصلية”، وحذّرت من أن استمرارها قد يقود السودان نحو سيناريو الانقسام.
وجاء الإعلان عن الحكومة الموازية عبر مجلس رئاسي جديد يضم 15 عضوًا، بينهم قادة بارزون مثل عبد العزيز الحلو، والهادي إدريس، والطاهر حجر، وجقود مكوار. وقد أدى الأعضاء اليمين الدستورية يوم السبت الماضي، فيما تم تعيين محمد حسن التعايشي رئيسًا لمجلس الوزراء خلال أول اجتماع للمجلس مساء الأحد.
ورغم أن حميدتي أكد أن هدف الخطوة هو “وقف الحروب والحفاظ على وحدة السودان”، إلا أن مخاوف الانقسام تعمقت، خاصة مع غياب أي موقف رسمي حتى الآن من الحكومة المركزية في بورتسودان أو من قيادة الجيش.
بدوره، انتقد حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي إعلان “تأسيس”، واعتبره نتيجة مباشرة لغياب الحسم من الحكومة الشرعية، محذرًا من تداعيات خطيرة على وحدة البلاد. أما التحالف المدني “صمود”، فقد شدد على أن “الحكومتين” لا تمتلكان شرعية حقيقية، معتبرًا أن الاستمرار في هذا النهج يفتح الباب أمام صراعات أطول وتدخلات خارجية متزايدة.
ويأتي هذا التطور بينما تسيطر قوات الدعم السريع بالفعل على أربع ولايات بدارفور، وتفرض حصارًا خانقًا على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في شمال الإقليم. كما يواصل تحالف “تأسيس”، الذي انطلق من نيروبي في فبراير الماضي، تعزيز هياكله التنظيمية بدعم من حركات مسلحة وأحزاب سياسية ومدنية متحالفة.
ويرى محللون أن سيناريو “الحكومتين” يعيد إلى الأذهان أجواء ما قبل انفصال جنوب السودان عام 2011، ويطرح تساؤلات حادة حول قدرة الأطراف السودانية على إيجاد حل سياسي ينقذ البلاد من التشرذم والانزلاق إلى تقسيم فعلي.











