إثيوبيا تغلق بوابات سد النهضة بعد يومين من فتحها.. خبراء يكشفون تداعيات القرار على مصر والسودان
متابعات _ النورس نيوز
إثيوبيا تغلق بوابات سد النهضة بعد يومين من فتحها.. خبراء يكشفون تداعيات القرار على مصر والسودان
النورس نيوز _ في خطوة مفاجئة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الإقليمية والدولية، أعلنت إثيوبيا عن إغلاق بوابات المفيض العلوي لسد النهضة بعد يومين فقط من فتحها. هذا القرار المفاجئ طرح العديد من التساؤلات حول ما يجري داخل السد، الذي يمثل أحد أكثر المشاريع المائية إثارة للجدل في منطقة القرن الأفريقي.
الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أوضح في تصريحات خاصة أن هذه الخطوة تأتي ضمن سلسلة من الاختبارات الفنية التي تجريها أديس أبابا على بوابات المفيض والتوربينات الجديدة، خاصة مع بداية موسم الأمطار للعام 2025. وأضاف أن تشغيل البوابات وإغلاقها بشكل متكرر يكشف عن وجود اضطرابات فنية تتعلق بكفاءة التوربينات وضبط تدفق المياه، وهو ما يُعد مؤشرًا على أن السد ما زال يواجه تحديات تقنية في مرحلة التشغيل.
وأشار شراقي إلى أن إغلاق البوابات لن يستمر طويلًا، نظرًا لأن كميات الأمطار المتدفقة على بحيرة السد – التي تبلغ سعتها التخزينية نحو 64 مليار متر مكعب – ستجبر إثيوبيا على إعادة فتح البوابات قريبًا. واعتبر أن هذه الإجراءات تمثل جزءًا من عملية تجريبية تهدف للتأكد من قدرة السد على استيعاب التدفقات المائية الهائلة، لكنها في الوقت ذاته تثير قلق دولتي المصب، مصر والسودان.
وبحسب الخبير المصري، فإن التأثير المباشر لفتح وغلق بوابات السد لا ينعكس بشكل كبير على السد العالي في مصر، لكنه يترك أثرًا واضحًا على سد الروصيرص في السودان، الذي يقع على بعد 100 كيلومتر فقط من سد النهضة. وأوضح أن التذبذب في كميات المياه المتدفقة نتيجة هذه الإجراءات يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار في تشغيل سد الروصيرص، ما يزيد من التحديات التي يواجهها السودان في إدارة موارده المائية.
وفيما يخص التدفقات نحو مصر، توقع شراقي أن تصل كميات المياه المتدفقة إلى بحيرة السد العالي خلال أسبوعين تقريبًا، بمعدل يتراوح بين 400 و500 مليون متر مكعب يوميًا، مؤكدًا أن مصر تتابع بدقة هذه التطورات ضمن استراتيجيتها لإدارة حصتها المائية من نهر النيل.
ويذكر أن إثيوبيا كانت قد فتحت بوابات المفيض العلوية يوم 24 أغسطس 2025، في إطار ما وصفته بالتجارب الفنية لتشغيل البوابات والتوربينات التي تم تركيبها حديثًا. إلا أن إغلاقها السريع بعد يومين فقط أثار تساؤلات في الشارع السوداني والمصري حول حقيقة ما يجري داخل السد، وسط مخاوف من تداعيات فنية قد تؤثر على استقرار تدفق المياه في النيل الأزرق.
ويظل السؤال قائمًا: هل تعكس هذه التطورات اضطرابات فنية حقيقية في تشغيل سد النهضة، أم أنها جزء من حسابات سياسية تسعى من خلالها أديس أبابا لإدارة ملف المياه بطريقة تضع ضغوطًا على دولتي المصب؟











