الفاشر قصف مكثف علي السوق المركزي
متابعات – النورس نيوز – شهدت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، يوماً دامياً بعد قصف مدفعي عنيف نفذته قوات الدعم السريع على السوق المركزي، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى وسط المدنيين. ووفقاً لمصادر محلية وشهود عيان، فقد أسفر الهجوم عن مقتل ما لا يقل عن 19 شخصاً وإصابة 25 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، في حصيلة أولية مرشحة للارتفاع.
وقال شهود من داخل المدينة إن حالة من الهدوء الحذر سادت خلال الساعات الأولى من صباح الأربعاء، قبل أن تتحول الأجواء إلى فوضى ورعب مع بدء إطلاق القذائف باتجاه السوق المركزي، حيث تساقطت العشرات من القذائف على المنطقة المكتظة بالمواطنين والتجار.
وأكدت منصة “دارفور 24” نقلاً عن مصادرها الميدانية، أن السوق تعرض لوابل من القصف تجاوز 150 قذيفة، ما تسبب في تدمير واسع للمحال التجارية وممتلكات المواطنين، إلى جانب الخسائر البشرية الكبيرة.
وفي إفادة خاصة من أحد سكان حي الدرجة الأولى المجاور لموقع القصف، أوضح المواطن مبارك موسى إبراهيم أن طائرة مسيرة شوهدت تحلق فوق سماء المدينة قبيل بدء القصف، وهو ما يعزز الفرضية بأن الهجوم تم بتنسيق مسبق، الأمر الذي ضاعف من حجم الإصابات والدمار في محيط السوق المركزي.
من جانبه، أكد مصدر طبي في المستشفى السعودي بمدينة الفاشر أن المستشفى استقبل عدداً كبيراً من المصابين بينهم حالات حرجة تتطلب تدخلاً جراحياً عاجلاً، مشيراً إلى أن الأطقم الطبية تعمل بأقصى طاقتها رغم محدودية الإمكانات، وسط تزايد أعداد الضحايا.
وبحسب مواطنين، فإن الأعداد المعلنة حتى الآن قد لا تعكس حجم الكارثة الحقيقية، خاصة مع صعوبة الوصول إلى بعض المناطق المتضررة واستمرار عمليات نقل الجرحى تحت ظروف أمنية بالغة التعقيد.
الهجوم أثار حالة واسعة من الاستياء والغضب في أوساط السكان المحليين، الذين اعتبروا أن استهداف السوق المركزي يشكل “جريمة إنسانية” بحق المدنيين العزّل.
ويأتي هذا التطور الدامي في ظل تصاعد المعارك في محيط مدينة الفاشر، حيث تشهد المنطقة منذ أسابيع مواجهات ضارية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، في معركة توصف بأنها إحدى أعنف معارك الصراع الجاري.
ويخشى مراقبون أن يؤدي استمرار هذه العمليات إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في دارفور، التي تعاني أصلاً من أوضاع مأساوية بسبب النزوح الواسع ونقص الغذاء والدواء، وسط تحذيرات منظمات دولية من تدهور الوضع إلى مستويات كارثية إذا لم يتم التوصل إلى حلول عاجلة.
